روى بن عساكر في "تاريخ دمشق" : عن عمرو بن العاص رضي الله عنه أنه قال : لابنه عبد الله : يا بني سلطان عادل خير من مطر وابل وأسد حطوم خير من سلطان ظلوم وسلطان غشوم ظلوم خير من فتنة تدوم .اه
وروي عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه : لا يصلح الناس إلا بأمير بر أو فاجر، قالوا : يا أمير المؤمنين هذا البر فكيف بالفاجر ؟ قال : إن الفاجر يؤمن الله عز وجل به السبل ويجاهد به العدو ويجبى به الفيء وتقام به الحدود ويحج به البيت ويعبد الله فيه المسلم آمنا حتى يأتيه أجله . رواه البيهقي في" شعب الإيمان" .
بدأ الكاتب بتوريد الآيات القرآنية في غير محلها وهي حالة قديمة مألوفة عن حليمة
يقول الكاتب في فقرة مقاله الأولى أن الرئيس قام بفصل مسرحي رديء الإخراج والتمثيل واصفا بذلك الانتخابات الماضية {21يونيو 2014 } وواصفا من شارك فيها من المترشحين بأنهم مجندين أمنيين.. أليس هذا بتجن في حق من اختاروا الترشح بمحض إرادتهم وبناء على قناعتهم ممن عرفوا على المستوي الإداري والسياسي وحتى الحقوقي أليس هذا ظلما لبيجل وصار تحديدا ولربما صار ظلما وقذفا للمرشحين الآخرين ويحتاج قائله إلى بينة فالأمور ليست بالتخمين والمزاج لا يقصي الأدلة .
ثم ينصب الكاتب نفسه بعد ذلك حارسا للأخلاق ؛حاكما على الآخرين بشهادة الزور ألم يعلم أن الشرع الذي يحاول أن يتكلم به دائما يغلب قول المستفيضة على الو احد وأن الجماعة من المؤمنين يستحيل تواطؤها على الكذب خصوصا إذا تعلق الأمر بالإشهاد .
إذا كان هناك مليون موريتاني بالغ غير مسجل في اللائحة الانتخابية كما تقول ؛ وإذا كان نصف المسجلين قاطع ؛ فمن الذي منع غير المسجلين من التسجيل والمقاطعين من المشاركة ألم يكن حري بهؤلاء أن لو شاركوا ونجحت المعارضة ؛ ولماذا لا يحشد هؤلاء في تظاهرة سلمية رافضة لما تقول أنه مهزلة انتخابية ومأتم سياسي؛ لكن مجرد محاولة ذلك ستكشف حجم المعارضة وعجزها عن الحشد بل سيظهر أن منتسبيها من قبل لم يعودوا مقتنعين بها .
كيف تقول أن مكاتب التصويت لم يزرها غير أعضاء المكتب؛ ثم تقر حسب معلوماتك التي أتيت بها من مصادر ذات مصداقية كما تقول أن نسبة المشــــــاركة لم تتجاوز31,7
في المائة أليس هذا تناقضا صارخا في الطرح وتقديم الحقائق ؟ ؛ ثم إنه وبما أنك تقر بنسبة 31,7 وأنت الحاقد على النظام الواصف رئيسه بأوصاف الضُلال والظلام؛ يوحي بأنك لن تقر بالحقائق فما تٌقدم هو جذور تربيعية لها؛ وأراهن أن المشاركة تساوي ضعف ما قدمت ، تقول بعد ذلك أن خطاب هذا الرئيس اقتصر على الجهر بالسوء من القول منكرا وزورا وعجزت أن تعطينا أمثلة من كلام كهذا ؛ وتُتْبع ذلك بأن المعارضة رفضت تشريع انقلاب آخر وجميل هنا أن تعترف أنها هي من شرًع الانقلاب حين كان انقلابا صريحا أما اليوم فوصف الوضع الانتخابي بذلك يعد بهتان وزورا؛ تقول أن الرئيس ظهر مهزوزا في خطاباته الانتخابية السافلة كما تقول وفي ذلك بحسبك نجاح للمعارضة؛ كيف ذلك والمعارضة التي تتحدث عنها بدأت في سقوط حر منذ إجراء الانتخابات وهي الآن تتدحرج نحو قاع الفناء واللا وجود.
قلت أن الجنرال يملك أموال الدبابات وإمكانات الدولة التي لا يتورع عن استغلالها لأغراض شخصية وعجزت عن تقديم الأدلة الملموسة ؛ ففي هذا المقام لابد من وضع النقاط على الحروف ولا يعتد بالكناية ولا بالمجاز؛ تقول أن المعارضة تملك قلوب وعقول الشعب بالتي هي أحسن وبالخطاب الديمقراطي؛ إذا كنا سنحكم على ذلك من خلال خطابكم يا سيادة الدكتور فسنحكم على خطاب المعارضة باللا ديمقراطي واللا منصف واللا جامع وإنما هو خطاب مغرض يدعو فيه صاحبه دوما إلى الفتنة والانفلات الأمني والاقتتال تارة بشكل صريح وتارة بتضمين ممنهج وبإصرار فاضح .
تقول أن المنتدى أعلن أنه ليس معني بانتخابات غير شعبية وأنها تتوج رئيسا وصفته بالمزور والمفسد واللا أخلاقي؛ أو ليس هذا تجنيا على موريتانيا من خلال شخص رئيسها الذي يعد رمزا معنويا رغم أوجه الخلاف وأسباب الاختلاف ؟.
لقد قمت بتقديم نقاط من قبيل أن الرئيس أعلن في حملته الانتخابية أن موريتانيا لم تكن معروفة قبل 2009 نعم من الناحية السياسية ؛ لقد عرفت موريتانيا من خلال انتخابها لأول رئيس مدني بأسلوب ديمقراطي أشاد به القاصي والداني رغم ما تبع ذلك الانتخاب من إكراهات وضرورات ، وقمت بخلط الأمور فالمجال مجال سياسة وحديث عنها وعن ما تم فيها وليس عن الحديث عن المد الإسلامي الشنقيطي الذي جاب أصقاع العالم.. وما توظيفك لهذا إلا مغالطة وطمسا وتدليسا وتلبيسا .
ثم تبلغ بك هواية الهجاء والتهجم على الآخر حد التطاول على النخبة العالمة فكرية وسياسيا ولم تتورع عن وصفها بالجبن والطمع إلى آ خر سلسلة البذاءات اللفظية التي قدمت .
تقول أن موريتانيا عرفت في فترة هذا الرئيس ووصفت عهده بالمشؤوم ؛ نعم مشؤوم على المفسدين ومشؤوم على من بريد أن يجعل من أي حزب سياسي مقعده الأزلي وكأنه موروث أجداده ،تقول أن هذه الفترة عرفت بأ نكر جريمة هي تمزيق المصحف وبأخسإ جريمة ؛هي سب الرسول الأعظم وحرق الكتب ، في الأولي من الذي يتحمل المسؤولية ومن الذي أثبت ارتكابها من طرف جهة ما ؟، إذا قضية مجهولة تترك للمجهول فمن لا يستطيع تبرئة النظام منها لا يستطيع تبرئة المعارضة ولا السفهاء ولا حتى الدواب؛ القضية متروكة دون خوض حتى قيام الأدلة والبراهين؛ أما عن الملعون ساب الرسول صلي الله عليه وسلم فهو في قبضة الأمن وللقضاء فيه كلامه مع أنه يستحق القتل فورا وأما عن حرق الكتب فالأمر منفصل نسبيا لأن الجرم مختلف والدرجة تتفاوت وإن كان مرتكبها قام بفسق وعليه تعزير إن أراد السلطان ولم يبرئه القضاء.
تقول أن مراسم تنصيب الجنرال ستكون لخمس شداد غصبا وإكراها وأن نجاحه أصلا تلفيق وتزوير فاحش؛ وإنه لتخوين عظيم لأمة بأكملها وتزكية نرجسية ؛ وإن النفس لأمارة بالسوء.
تتنبأ بأن المأمورية القادمة لهذا الرئيس ستكون أبشع وأشنع من ذي قبل؛ ومن أنبأك؟ ؛ أصبحت مطلعا على الغيب ؟ أم أنك صرت عرافا ؟ .
تقول أن الجنرال يدخل مرحلة الشيخوخة أو لستَ بسن أبيه ؟ ، لا أظن هذا الرئيس بحاجة إلى أن يوهم أحدا أن المعارضة انتهت بل المعارضة هي من أثبت ذلك بفعل موت النشاط الايجابي وتدني الاهتمام بالوطن والتيهان خلف الحظوظ الشخصية اليائسة في زمن جفاف الاستعطاف السياسي .
تقول بل تتمني كما ندماؤك يتمنون وقوع حرب أهلية جديدة في منطقة تفصل فيها مصادر القرار العالمي وتتنبأ واهيا بإعادة رسم الخرائط وفق المذاهب والأعراف والشرائح ..
أبشر فدعاة ذلك شرذمة قليلون ومتمنوه ثلة مصدومون بعدم وقوعه وبائسون بمطاردة الأوهام وسيئ الأحلام؛ تقول أن الانتخابات الأحادية حسب زعمك أذكت الطائفية والشرائحية والخطاب العنصري ولم تدخر لك صديقا بتحاملك على القنوات ووصفها بالتجارية وبناشرة الكراهية والعنصرية ..
إلى متى سيظل مرض كالإرث الإنساني يُلبس ثوب التناسي؛ أليس حريا بأمر كهذا أن يُخرج للعلن بنزاهة المنصف وورع العالم وتسامح المتصالح وصراحة المعترف التائب الآئب .
تقول في مجمل آخر ما تقول أن البلد مختطف ولقد يكون هذا الاختطاف ألطف من صراع وفتنة تدعو إليها صراحة وتضمينا ...أبشر ولتكن على علم بخيبة المسعى من هذا الاستجداء فرجال شنقيط لا يعبؤون بالكلام السقيط ولا باستجداء التائه البغيض ولا بالحائر الشطيط مهما حاول مع الكلام من تغليظ وتبسيط وتمطيط وجمع للقيط.
لقد دعوة إلى التوبة وعليك أن تبدأ بنفسك "تب إلى الله قبل بغت الممات. لا يغرنك ما ترى من حياة" .
عثمان جدو/ كاتب وناشط حقوقي [email protected] -