قالت لجنة تنظيم مهرجان موسيقى الهيب هوب في موريتانيا، إن الدورة الثامنة من المهرجان السنوي، سيتم إطلاقها الجمعة.
جاء ذلك في بيان صادر عن لجنة تنظيم المهرجان، وأضاف البيان أن فعاليات المهرجان ستستمر ما بين 05 و11 حزيران/يونيو، وستشمل أنشطة فنية وأخرى تتعلق بورشات تتناول قضايا المواطنة وحقوق الإنسان وعروض للفن التشكيلي.
وأردف البيان أن عشرات الفنانين المشاركين في أنشطة المهرجان من دول مختلفة أهمها موريتانيا والسنغال والمغرب وفرنسا، سيشاركون في رفد المهرجان بالعديد من المساهمات الغنية.
وتقوم فكرة المهرجان الذي يكتسب طابعا فنيا وموسيقيا، على "توظيف الإبداع الفني في الدفاع عن قضايا حقوق الإنسان بموريتانيا، والنضال من أجل الحريات وغرس ثقافة المواطنة".
كما توقع البيان أن يستقطب المهرجان المعروف أيضا باسم مهرجان "السلام عليكم"، عشرات الآلاف من الشباب الموريتانيين، مشيرا إلى أن النسخة السابقة التي نُظمت العام الماضي، شهدت إقبال عشرات آلاف الشباب.
وانطلقت تظاهرة مهرجانات الهيب هوب في موريتانيا منذ ثمانية أعوام حيث تنظم دورة من هذا المهرجان مرة كل عام.
ولم يحظ هذ الفن في بداية انتشاره في التسعينات بكثير من الترحاب من قبل المجتمع بل قوبل بالسخرية والهزل، لانه لا ينسجم والفن الموريتاني كما انه لايخضع لأية قواعد فنية معروفة.
واعتبر المنتقدون هذا الفن مسخا ومحاكاة لا تعبر إلا عن انسلاخ صاحبه من هويته الثقافية بل والدينية عند الكثيرين، لكن العديد من الشباب اقبل على الهيب هوب ليعبر من خلاله على الاوضاع الاجتماعية والسياسية التي يعيشها المجتمع الموريتاني.
ويقول الفنان الشاب أبوبكر ولد المامي "الهيب هوب لغة حيوية للسلام تسمح للناس بأن يصرخوا بصوت عال في وجه الظلم والتفاوت الإجتماعي ... إنها وسيلة جميلة للتعبير عن الحقيقة".
وساهم انتشار الشعر في موريتانيا في تطور فن الهيب هوب، فالمطرب الحقيقي في هذا النوع من الفن يجب عليه أن يكون شاعرا مميزا، فهو من يبتكر كلماته، وتلعب القوافي دورا كبيرا في الاغاني كما تشكل شروطا أساسية لنجاح الفنان.
وأخذت فرق الهيب هوب تنمو في الأحياء الفقيرة في المدن الموريتانية، وسطع نجم "بابي كيمي" الذي عبر في البومه الثاني "موريتانيا" عن امتعاضه من ازدراء المجتمع لفن الهيب هوب.
وبدأ اغاني الهيب هوب تزدهر بلغات محلية عدة كلبولارية عندما برزت فرقة "ديام مين تيكي" ومعناها "إننا نحمل الخير على رؤوسنا"، فكانت أغانيها جريئة، لكنها فقدت الكثير من بريقها نظرا لعدم قدرتها على التجدد وعجزها عن جمع الجمهور المختلف المشارب والاهتمامات واللغات.
ويعاني فنانو الهيب هوب في موريتانيا من مشكلات كثيرة من اهمها تهميش وزارة الثقافة لهم وصعوبة حصولهم على الدعم وعدم تشجيعهم واتاحة الفرصة لهم كباقي الفنانين والموسيقيين.
ميدل ايست أونلاين