للمرة الخامسة يكتب د الشيخ ولد حرمه في مساره الحانوتي موزعا التهم والشتائم يمنة ويسرة، وكما هي العادة في المرات السابقة لم تكن هذه الاتهامات مشفوعة بأي دليل يمكن الركون إليه، كانت مجرد نفث للسموم التي يقتن الرجل صناعتها وتقيئها متى ما أراد. جاءت الحلقة الخامسة من المسار الحانوتي، مليئة بالسباب والشتائم في حق الرئيس المنتخب محمد ولد عبد العزيز، الذي أوكل مهمة إدارة قطاع الصحة في موريتايا للشيخ ولد حرمه، وتغاضى عن سلسلة من الفضائح والجرائم التي طبعت هذا القطاع خلال مأمورية الشيخ الفاشلة، والتي كان أقلها مماطلة الوزارة للشهيد ولد دحود في تسديد بعض المستحقات التي يطالب بها ابن عمه ولد حرمه، مما أرغمه على الانتحار حرقا، في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ موريتانيا.. لا أحد يتصور أنه بمقدور الوزير السابق أن يكيل كل هذه الشتائم للرئيس ولد عبد العزيز وهو الذي مدحه وبوأه مراتب الأنبياء في خطابه الشهير أثناء تدشين مركز الأنكولوجيا (السرطان) والمفارقة أن رئيس الجمهورية نفسه أمر بعدم بث هذا الخطاب في وسائل الإعلام العمومية. الشيخ ولد حرمة الذي وصف المعارضة بأنها جيل من الفاشلين سياسيا وأخلاقيا يدعوها اليوم للتحرك لإنقاذ موريتانيا، ومتى كان للفاشلين نصيب في الثورات والإنقاذ والتحرك.؟ يقول الشيخ ولد حرمه في مقال سابق بعنوان "المنسقية وثورة الببغاوات" مخاطبا قادة المعارضة: " آن لكم أن تنتهوا من ألاعيب التشويش العبثية وعنتريات الإفلاس السياسي، فلن تتمكنوا من الإقلاع بريش الزور والبهتان. إنكم في واد، وتنفخون في رماد، ولن تربحوا من "لعبة إتقان الفوضى".. فالحكم لا يكون إلا بالسلمية أو القوة، أما الأخيرة فلها رجالها وفرسانها، وأنتم المقعدون سياسيا ومعنويا، وأما الأولى فالشعب رد عليكم ببلاغة لا تجيدها إلا صناديق الاقتراع.. آن لكم أن تعرفوا أن الببغاء لا تقود جوقة الإبداع، وتدركوا أنه لا توجد في التاريخ ثورة ببغاوات، ولا حالة واحدة أوقفت فيها القوى الظلامية قوافل البناء." فهل يعقل بعد كل هذا أن ترحب المنسقية بهذا الرجل وتأمل خيرا من وجوده بين ظهرانيها؟ أما نحن فنعتقد أن الرجل أصيب بمس من الجنون، وإلا لما سمحت له نفسه بالنزول إلى هذا المستوى من السوقية والسقوط في مهاوي التردي والانسفال.
أتلانتيك مديا