كادت مراسم جنازة مواطن صيني توفي في موريتانيا تتسبب في أزمة دبلوماسية بين الصين وموريتانيا، بسبب إصرار زملائه والقائمين على السفارة الصينية بنواكشوط على إحراق جثته طبقاً للعادات التي تتبعها عائلته على الطريقة البوذية.
وزاد من حدة الأزمة تصميم المقربين من المتوفى على إحراق الجثة مكان وفاته بأقصى الشرق الموريتاني، وهددوا بالتوقف عن العمل إذا لم تستجب السلطات لطلبهم، حيث رفض الأهالي القيام بهذا العمل المنافي للشريعة الإسلامية السائدة في البلاد.
وبعد شد وجذب سمح للعمال المقيمين بمدينة النعمة شرق البلاد بحرق زميلهم الذي قضى في حادث سير مروع قرب النعمة. وتمت مراسم الجنازة وحرق الميت مع جميع مقتنياته الشخصية.
ولم يحضر لحرق جثة المتوفى أي ممثل للسلطات الإدارية الموريتانية التي اكتفت بتنبيه العمال وزملاء المتوفى بعدم لفت الانتباه وعدم الإعلان عن تاريخ مراسم الجنازة، حتى لا يجتمع الأهالي الرافضون لفكرة حرق الميت.
وأثارت قضية إحراق جثة العامل الصيني جدلاً واسعاً في الشارع الموريتاني، حيث رفضت الغالبية ممارسة عادات الطائفة التي ينتمي إليها المتوفى في بلادهم التي تدين بالإسلام بنسبة 100%، لكنها أيضاً تشهد توافداً كبيراً للعمالة الأجنبية التي تطالب باحترام عاداتها وخصوصياتها.
يشار إلى أن جثة المتوفى كانت قد نقلت من النعمة إلى نواكشوط، ثم أعيدت مرة أخرى إلى مدينة النعمة. وتم التحفظ على الجثة في ثلاجة بمشفى المدينة إلى أن تدخلت السفارة الصينية في موريتانيا وضغطت من أجل تنفيذ عملية الحرق.