أثار قرار وزارة التعليم بموريتانيا حذف مادة التربية الإسلامية من امتحانات الثانوية العامة من الشعب العلمية والرياضية والآداب العصرية حالة من الجدل بين القوى السياسية والدينية بالبلاد، وذلك بعد رفض عدد من الأحزاب السياسية والفقهاء القرار باعتباره سابقة هي الأولى من نوعها تكشف مستوى الارتجالية والارتباك لدى النظام الحالي، ومحاولة واضحة للاعتداء على هوية البلد الإسلامية.
اعتبر حزب الاتحاد والتغير الموريتاني (حاتم) المعارض بموريتانيا أن قرار النظام باستبعاد مادة التربية الإسلامية من امتحانات الباكلوريا (الثانوية العامة) لهذا العام بالنسبة لجميع الشعب يشكل تراجعا كبيرا و خطيرا عن قرار إعادة الاعتبار لهذه المادة التي تعودت أنظمة سابقة على تهميشها في إطار الهجمة الشرسة على هوية البلد.
وأضاف الحزب أنه يستنكر بشدة إلغاء مادة التربية الإسلامية من امتحانات الباكلوريا ويطالب بالتراجع عن هذا القرار فورا، وإعادة الاعتبار لكل مقومات الهوية الحضارية و الثقافية للبلد، مناشدا جميع القوى الحية بالوقوف ضد كل ما من شأنه المس من هوية هذا البلد باعتبار المساس بها مساسا بالوحدة الوطنية.
مطالب بالعدول عن القرار
طالب منتدى العلماء والأئمة بموريتانيا الجهات الرسمية بالعدول عن قرار إبعاد التربية الإسلامية وتقليص ما خصص لها من وقت زهيد، معتبرين أن تهميش هذه المادة على مر السنوات الماضية تسبب في إشاعة الكثير من الفواحش والمساس من هيبة الدين الإسلامي بموريتانيا.
وقال المنتدى في بيان موجه للجهات الرسمية حصلت ـ مصر العربية ـ على نسخة منه، إن تهميش التربية الإسلامية ظهرت سلبياتها جلية على الجيل الذي طبقت عليه تلك المناهج، حيث تميز بعض أفراده نتائج التجهيل بدينهم والتغييب لثقافتهم وحضارتهم.
وطالب منتدى العلماء والأئمة الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز إصدار أوامر بتنفيذ قراره الذي اتخذه بداية السنة الدراسية بشأن إعادة التربية الإسلامية إل شهادة الباكلوريا ورفع ضاربها، داعيا المؤسسات التربوية والإعلامية إلى القيام بواجبها في حفظ الدين والمقدسات ونشر العلم النافع والتربية الصحيحة وإبطال الباطل ورد الشبهات".
لهيئة التدريس كلمتها
لم يمضي على قرار حذف مادة التربية الإسلامية من مسابقة الثانوية العامة بموريتانيا عدة ساعات حتى تظاهرت مجموعة من أساتذة المادة، مطالبين الجهات الرسمية بالرجوع عن القرار والتوقف عن تهميش المادة التي تعتبر من أهم المواد التي تدرس في البلد.
ورفع الأستاذة خلال وقفاتهم الاحتجاجية العديد من الشعارات التي تطالب بالتراجع عن قرار إلغاء مادة التربية الإسلامية، كما أوصل أساتذة التربية الإسلامية واللغة العربية رسائل احتجاجية لوزارة التعليم من أجل التجاوب مع مطالبهم التي يرفعونها.