نشرت جريدة القلم مقابلة افتراضية مع الرئيس محمد ولد عبد العزيز جاء فيها:
القلم: السيد الرئيس لماذا اخترتم جريدتنا للالتقاء بها بعد عودتكم من لبراكنة واترارزه وكيدي ماغه على غير عادتكم في استبعادها من المؤتمرات الصحفية والزيارات؟
لم أستبعدها أبدا.. هل تظنون أني من أختار الصحفيين للمقابلات؟. وأما سبب اختياركم بالذات في هذه المرحلة فلأنني أريد أسئلة حقيقية وليس تصفيقا.
القلم: كيف تقيّمون الاستقبالات التي خُصّصت لكم في ثماني ولايات زرتموها حتى الآن؟
لم أشاهد مثل هذه الاستقبالات أبدا في حياتي. أحيانا أتساءل: هل جاء كل هؤلاء من أجلي، وأنا لم أعطهم شيئا ولم أعدهم بشيء بل بالكاد حيّيْتهم.
القلم: لكنك شاهدت نفس الوجوه التي استقبلت من سبقوك؟
صحيح أن من بينهم مومياوات. لكنهم أشخاص استثنائيون، وهم من يعبئ الجمهور في الحملات الانتخابية.
القلم: أية انتخابات، هذه مأموريتك الثانية، والأخيرة؟
لم أنف أبدا أن هذه مأموريتي الثانية، لكن أن تكون الأخيرة فذلك أمر آخر، فنحن لا نملك شيئا من أمرنا في هذه الدنيا، فالله وحده من يعود إليه كل شيء.
القلم: هناك إذن خطر انتهاك للدستور؟
الدستور مثله مثل اتفاق داكار ليس قرآنا. ما ذا فعلنا سنتي 2005 و 2008 لقد أطحنا برئيسين منتخبين. ألا تعتقدون أن بإمكاني أن أقوم بانقلاب ثالث ضد مجرد ورقة؟
القلم: إذن الأمور أصبحت واضحة؟
لا تُقَولني ما لم أقل. لقد قدّمت الكثير لهذا الشعب الفقير الجائع الذي استغله الكثير من القادة المرتشين، وهو ما يدفعني للبكاء كلما تصورت أن عليّ أن أغادر.
القلم: يمكن أن تقوم بها قام به بوتين؟
لا أخفيكم سرا أنني فكرت في الموضوع. لكني سرعان ما تراجعت عنه، فحبي الشديد لهذا الشعب يمنعني من تسليمه لأول قادم.
القلم: لكنّ في فريقك عددا من الأطر يمكن أن يتولوا الرئاسة؟
أطر، أي أطر؟ صحيح أن لدينا أشخاصا يحملون شهادات، ولكنهم عاجزون. لا يمكن أن تجد أطرا لا في المعارضة ولا في الأغلبية.
القلم: لكن الدستور يؤكد أن هذه هي الولاية الثانية والأخيرة...
ما يزعجني في القلم هو أنكم تكتبون دائما: الولاية الثانية والأخيرة؟ مع إشارة استفهام، سعيا منكم للإيحاء إلى قراءكم أنها قد لا تكون الولاية الأخيرة. وهو أمر صحيح على كل حال، فأنا لم أقل بعد كلمتي الأخيرة. لكن توقفوا، وهذا أمر، عن التشويش على الأفكار في مثل هذا الموضوع.
القلم: كما تشاء السيد الرئيس. إذا انتقلنا للحديث عن ثروتكم فإن البعض يصفكم بأنكم من رجال الأعمال الأكثر ثراء في البلد، فمتى ستصرحون عن ممتلكاتكم علنا؟
أنا غني إن شاء الله –يضحك-، الجميع يدرك أنني لا ألقى بالا للنقود، ما يهمني هو مصلحة شعبي الذي أحبه جدا. صحيح أنني أمتلك قطعا أرضية وبعض الحوانيت وشركتين أو ثلاثا غير مسجلة باسمي طبعا، وقليلا من السيولة تأخذها السيدة معها عندما تريد أن تتسوق من دبي أو باريس.
القلم: يجري الحديث بشكل متزايد عن تعديل وزاري وعن أن بعض الوزراء لا يقوم بمهامهم بشكل مرضي. هل يمكن أن نعرفهم؟
هم جميعا.. لا أحد منهم يقوم بعمله بشكل جيد. لكن مضطر لمسايرتهم من أجل تطبيق البرنامج الذي اختارتني على أساسه أغلبية هذا الشعب. لذلك فأنا ملزم بأن أكون حاضرا في الفرن والطاحنة والمخبزة، حتى أراقب كل شيء ولذلك لا وقت لديّ لنفسي أو للقراءة.
القلم: ما الذي تقرأ؟
الحياة السرية لفيديل كاسترو هو كتاب لمساعد سابق لكاسترو الذي تعجبني فيه طول المدة التي قضّاها في السلطة. كان يمكن أن أكتب نفس الكتاب عن ولد الطائع لكني آثرت أن أطيح به، فالقيام بانقلاب عسكري في موريتانيا أيسر من كتابة مذكرات أو أي كتاب أدبي وأكثر مردودية.
Le calame N° 983
ترجمة الصحراء