الارتفاع الجنوني لأسعار المواد المستهلكة في رمصان يرهق كاهل المواطنين

أحد, 2015-06-21 12:13
 يسارع الستيني (عبد الله) إلى سوق العاصمة وسط نواكشوط لاقتناء متطلبات شهر رمضان المبارك مخافة ارتفاع أسعار المواد الغذائية واسعة الاستهلاك، التي تتقلب أسعارها بشكل كبير هذه الأيام، وبتنسيق مضبوط من رجال الأعمال الكبار المسيطرين على سوق المواد الغذائية.

 

في موريتانيا، يعد شهر رمضان موسمًا اقتصاديًا استثنائيًا بالنسبة لكثيرين، وترتفع مع هذه الاستثنائية أحجام الطلب على المواد الغذائية، ويصبح أرباب الأسر على موعد مع نزيف مالي، يقول (عبد الله) الذي رفض التصوير، إنه أثقل كاهله وأجبره على اقتراض مبلغ كبير لم يفصح عنه أيضا.

 

لا يريد (عبد الله) أن يكون متشائما لكنه يؤكد أيضا أن لهيب الأسعار فاق حرارة نهار العاصمة نواكشوط.

 

ويبدو أن حال (عبد الله) هو حال آلاف الأسر الموريتانية، حيث تقول "لاله" وهي تحمل حقيبة بها كمية قليلة من التمور والحليب المجفف (سليا) وحوالي 1كلغ من الصمغ العربي، إنها في حيرة من أمرها ولا تدري ماذا تفعل، فالمتطلبات كثيرة والمبالغ المالية المتوفرة محدودة للغاية.

 

غلاء فاق التوقع

 

وتضيف "لاله" وهي تخفي وجهها عن الكاميرا وتتوجه إلى بائع خضر  قريب من بائع الحليب المجفف، إن الأسعار هذا العام هي الأغلى منذ حوالي ثلاث سنوات، مضيفة أن الارتفاع الحاصل في الأسعار لم يكن متوقعا.

 

في السوق المحاذي للعيادة المجمعة وسط العاصمة، يتزاحم الباعة وتتنوع المعروضات، فإلى جانب الجزار، تعرض سيدة شاحبة الوجه ما تيسر من خضروات، وإلى جانب ذلك أيضا يتصاعد الذباب من كيس صغير بداخله أسماك للبيع ، وأمام المحل المجاور تمور وألبان مجففة وخلطات أخرى من مصادر مختلفة.

 

الارتفاع الكبير للأسعار، أجبر "لاله" للتوجه إلى السوق الواقع بمقاطعة الميناء "سيزيم" بحثا عن بضائع أقل كلفة، خصوصا الخضروات، لكنها قبل أن تغادر، ركن شاب رفقة سيدة،  سيارته رباعية الدفع قرب محل لبيع الأدوات المنزلية وبدأ يستفسر عن الأسعار، رددت "لاله" بصوت خافت:"إنه يبحث عن الكماليات ونحن عاجزون عن خبز وحليب يفطر به الصائمون".

 

 تصعد "لاله" إلى  باص متهالك متوجهة إلى السوق الرئيسي بمقاطعة الميناء بالعاصمة نواكشوط وهي تقول:"لو كان في هذا البلد عدالة لما اتسعت الهوة لهذه الدرجة".

 

ضعف الرقابة

 

وأبدى كثير من المواطنين، انزعاجهم الشديد من عدم مراقبة السوق الموريتانية، خصوصا سوق المواد الغذائية، حيث تغيب معايير الجودة وتنتشر البضائع المغشوشة والمنتهية الصلاحية على نطاق واسع.

 

وتشهد أغلب أسواق العاصمة أيضا حالة من الفوضى، حيث تنتشر تجارة المواد السامة بشكل كبير، ويتم عرض جميع أنواعها وأشكالها جنبا إلى جنب مع المواد الغذائية وحتى الطبية.

 

وتسبب غياب أي خطة حكومية للتحكم في أسعار المواد الغذائية، في ارتفاع سريع لأسعار مواد أساسية، حيث ارتفعت أسعار بض أنواع الخضروات إلى الضعف في يوم واحد ودفعة واحدة، ما أصاب كثيرين بالذهول، وقد بادر بائع متجول بالحديث إلينا من مسافة بعيدة نسبيا، وهو يقول: الارتفاع المفاجئ للأسعار سببه تآمر التجار، إنهم مجرد مجموعة من الباحثين عن أرباح طائلة بغض النظر عن حال الناس" حسب قوله.

 

وبحسب وكالة الاخبار التي قامت  بجولة في بعض أسواق العاصمة نواكشوط، فقد تم رصد قائمة بعدد من المواد الغذائية ارتفعت أسعارها بشكل كبير في الأيام الأولى من رمضان، ومن بينها اللحوم، والتمور، وبعض أنواع الخضروات، فيما استقر سعر السكر والشاي والطحين والأرز والزيت.