بقلم: السيد السيد
غيرمنصف ... من يعتقد أن فئة الشباب هي بالعمر أو السن وبالتالي كل من نبت له شاربان فهو شاب.. نعم بالسن هو شاب لكن الفكر والإبداع وطبيعة الطرح والنظرة الثاقبة لمتطلبات الواقع وإفرازاته هي أشياء أخري....
هنا يبدأ الفهم الصحيح للشباب عندما ننطلق من فكرة مبدأها أن الشباب روح وفكر وإبداع وليس مرحلة معينة من العمر في الغالب الأعم يصفها البعض منا وينظر إليها مجتمعنا علي أنها مرحلة مراهقة وعدم نضج يحتاج أصحابها الي شيء من البصيرة والفهم... وتبقي تلك القناعة تلاحق هذه الفئة إلي أن تتعدي مرحلتها الذهبية فتهدر الطاقة الكامنة داخلها ويذوب الحماس وتثقل الهمة وتندثر القيمة والمعني الحقيقيين للفتوة..
وبالتالي ينتهي عمر الشباب وتبدأ مرحلة أخري..
حينها يبدأ الإنسان الموريتاني رويدا رويدا يجد ذاته في هذا المجتمع الكهولي بعد أن أفقده زهرة العمر ورونق الحياة وزهوة الدنيا أدراج الرياح.....
هذه حقيقة لامراء فيها ولا داعي للمكابرة
فالموقف يحتاج الي بلورة فكرة شبابية صرفة تذوب فيها الفوارق ويدلوا كل من له دور في هذا الشأن بدلوه ويبسط النقاش ويوسع الحوار لتطرح كافة العوائق والمطبات التي تحول دون صياغة الرؤى والأفكار التي تثبت دعائم دور وفاعلية فئتنا الشابة أن تخرج للنور؛
وبالتالي يفهم الجميع حاجة هذا المجتمع الي شبابه كفاعل وليس مفعولا به لتتحقق صور التنمية بكل معانيها وتجلياتها.
ولعل مشروع المجلس الأعلى للشباب إن أريد له النجاح أن يحقق تلك الغاية والهدف المنشودين. فيجمع الطيف الشبابي الواعي علي كلمة سواء بها يفرق كل أمر حكيم فيجد الإنسان الشاب في هذا البلد ذاته كعنصر لاغني عنه انطلاقا من تشكلته العمرية وطبيعته الفكرية
وبها أيضا يسير الشباب نفسه بذاته فلا يترك لغيره التحكم في مصيره .
فالحاجة ماسة في وقتنا الراهن إلي إطار ناظم جامع لفئتنا الشابة لا إلي مرفق جديد يثقل كاهل الدولة دون جدوى