نواكشوط- سكينة اصنيب- العربية نت
يتسابق الموريتانيون للأعمال الصالحة في شهر رمضان حيث يتطوع الكثيرون منهم لتدريس القرآن في المدارس الدينية التي تسمى محليا "المحاظر" كما يقيمون موائد إفطار لجمع العائلة والأقارب.
ويحتفل الموريتانيون بحلول شهر رمضان المبارك بغسل المساجد وتطييبها والتصدق على الفقراء وصلة الرحم، ويحرص الرجال في الأيام الأولى للشهر الكريم على حلق شعر الرأس كاملا أو التخفيف منه وهي عادة موريتانية أصيلة تسمى "زغبة رمضان".
ويقول محمدو ولد بابا احمد (شيخ محظرة) إن رمضان هو شهر رحمة وقرآن يضاعف فيه الأجر، لذلك فالموريتانيون يحرصون على صيامه وقيامه ومساعدة الفقراء كما يهتمون بالقرآن الكريم وينظمون مسابقات في كل الأحياء والمدن لتتويج الحفاظ وإبراز مواهب التجويد.
ويشير إلى أن العادات الموريتانية الأصيلة لا زالت تحتفظ بمكانتها كما في السابق ولم تستطع متغيرات الحياة التأثير فيها، وأهمها الحرص على صلة الرحم والتزاور بعد صلاة العشاء وحلق شعر الرأس والاستمتاع بالوجبات التقليدية الصحية التي لا إسراف فيها.
وقامت بعض الجمعيات والأحزاب بإطلاق مبادرات كثيرة بعضها يحث على المساهمة في إفطار الصائمين وإيصال المياه الى المناطق التي يعاني سكانها من العطش، وبعضها الآخر استغل الشهر الكريم لتمرير رسائل سياسية وتعزيز الوحدة الوطنية وإحياء سنة التضامن ومواساة الفقراء، والتصدي لتيارات الإلحاد والغلو والعصبية.
ولم تخل مائدة الإفطار الرمضانية في موريتانيا من أقداح لبن النوق الذي يحرص الموريتانيون على شرب كميات كبيرة منه لتعويض عطش وجوع ساعات الصيام الطويلة في هذا البلد الصحراوي.
ويحظى لبن النوق بإقبال كبير في موريتانيا ويأتي حليب الأبقار في المرتبة الثانية، ورغم الثروة الحيوانية التي تتمتع بها البلاد، إلا أن موريتانيا لازالت تعتمد على استيراد الألبان حيث تبلغ فاتورة توريد الألبان ومشتقاتها 80 مليون دولار سنويا.
وتطمح موريتانيا الى تطوير صناعة الألبان ومشتقاتها واستغلال الثروة الحيوانية المتوفرة لتحقيق اكتفاء ذاتي في هذا المجال، وقامت الحكومة مؤخرا بدعم إنشاء مصانع للألبان في المنطقة الشرقية التي تتوفر على ثروة حيوانية هائلة، لتأمين الاحتياجات المتزايدة لهذا المنتج الاستهلاكي الحيوي.