ش إلوح افش: هذه الكتبة تناتف أشياخنا عندما عدلها الناظم، فقال بعضهم أنه صائب عن تعدالها أصلا، وأنها لا معنى لها وأن الصوم لم يسول أحد في هذا الزمن عن حكمه، وقال البعض الآخر أنها مفيدة وأن الناظم تفنن فيها وذكر فيها جميع أحكام الصوم، وأنها لا بد منها، وأنها إذا كانت في هذا الزمن غير مسول عنها فقد تتوقف عليها أحكام في المستقبل القريب، وإذا كانت ليست مما تعم به الحاجة في تفرغ زينه، فقد يرفدها أحد ويجيبها إلى بلد آخر فيستفيدون منها..إذا فهموا شيئا منها...قال الناظم:
- (فصلُ) ولَمّا قُرِضَ الشرابُ <> والأكلُ والأصحابُ والأحبابُ
قد اجتهدْنا أن نَدِيرَ في بَلَدْ<> الاكلِ الذي كان قديما مُـــعْتَمَدْ
أكْلًا جديدًا من له قدْ أكَـلا<> فصـــــومُه بالاتفـــاقِ بَـطَلا
وذاك مثلَ أن نَدِيرَ الْخَلَوَاتْ<> طُعْمَتَهَا في بَلَدِ التشَعْشُعَاتْ
وفي مكانِ كُوزُ نُوزُ نَجْعَلُ <> خليْطَةً منْ ذاقَها قدْ يَبْطُلُ
صيامُه وقيل بلْ صلاتُه <> صـــيامُه قــــيامُه طاعــاتُه
ونجعلُ القُشورَ والعُدَانا <> في بَلَدِ الكاروتِ والْبَنَانَا
فمنْ يَدِرْ في فَمِه عودًا ولوْ<> قدْ كان يابسًا على ما قدْ رَوَوْا
قدْ صَمَرَتْ في ظَهْره كَفارَهْ <> ومِثلُهُ منْ كَرَطَ الْمَحَارَهْ
وَدَارَها في زُبْدَةٍ وَ دَهَنَا<> بها حَراكِفَ له قدْ جَنًنَا
ومن يكن لوجهه بالغاسل<> بجعمة من آفطوط الساحلي
فإنه أتى بمكروه على<> ماشهروا بكل ما قد فعلا
كذلِكَ الذي تراهُ غَمسَا<> في بَلَدِ الإيدامِ فيما اقْتُبِسَا
فإنهُ أفْسَدَ صومَه كَمَنْ <> دَخَلَ في أخْلاقهِ هذا الزمَنْ
أن الذي يَدعُونَه تَماتَا <> وَمَارُ وَالكارُوتُ مَا قَدْ مَاتَا