لا تخطئ عين المار بشوارع نواكشوط أيام شهر رمضان جموع المتسولين الذين يستغلون خصوصية هذا الشهر لاستعطاف الناس وأخذ العطايا منهم في شهر يقبل فيه الناس على التصدق والإحسان.
في الأسواق وأمام المساجد والإدارات الحكومية وفي الشوارع وقرب إشارات المرور، يقف العشرات من المتسولين من الرجال والنساء والأطفال أحيانا في طوابير، كل يأخذ دوره و"نصيبه".. وأحيانا أخرى يتسابقون نحو المارة والسيارات حين تهم بالوقوف.
وتثير الأعداد الكبيرة للمتسولين خاصة في العشر الأواخر من رمضان استغراب الكثيرين الذين لم يعتدوا على هذا العدد من المتسولون، وهو ما يفسره البعض بأن الكثير من المتطفلين على "حرفة" التسول يخرجون للشوارع بهيئة متسولين لاستغلال "موسم" رمضان وكسب تعاطف الصائمين لنيل مبالغ كبيرة.
وفي هذا السياق، يقول محمود ولد السالك، وهو صاحب دكان، إن أعداد المتسولين تضاعفت في شهر رمضان فباتوا يغطون جميع الأماكن الحيوية بالعاصمة، حيث انضاف إلى المتسولين الأصليين صغار الباعة والأطفال والحراس وبعض المشردين والعاطلين الذين يجوبون الشوارع للحصول على نصيبهم من الزكوات والصدقات.
ويضيف أن الأجانب أصبحوا يزاحمون الموريتانيين في التسول خاصة أن الشارع الموريتاني تعاطف بشدة مع محنة اللاجئين السوريين والماليين الذين ارتفعت أعدادهم بموريتانيا أخيرا، حسب تأكيده.
ومن جهته، يقول الباحث الاجتماعي أحمدو ولد آبه إن المتسولين يستغلون روحانية هذا الشهر لكسب عطف المتصدقين والفوز بعطاياهم الكثيرة، خاصة أن الجميع يقبل على التصدق ومساعدة المحتاج في شهر يتضاعف فيه الأجر والثواب.
ويشير إلى أن الناس أصبحوا يجدون صعوبة في التفريق بين المحتاج للصدقة بسبب فقره وحاجته وبين من يتخذ التسول وسيلة للحصول على أموال كثيرة يدرها الاستجداء من خلال اختراع نماذج عديدة من فن التسول.
ويضيف أن الغالبية تبحث عن الفقير الحقيقي الصابر في القرى البعيدة وفي ضواحي المدن، وتتجاوز الأيادي الممدودة للطامعين في العطاء بحثا عن ذوي الفاقة والمعاقين ومن دفعتهم ظروف الفقر والحرمان إلى التسول.