مطار الشهيد الأمير بكار ولد اسويد احمد

رسالة الخطأ

Deprecated function: preg_match(): Passing null to parameter #2 ($subject) of type string is deprecated in rename_admin_paths_url_outbound_alter() (line 82 of /home/amicinf1/public_html/sites/all/modules/rename_admin_paths/rename_admin_paths.module).
خميس, 2015-08-13 11:07

بقلم/عبد الله ولد محمد الأمين

أثار الموضوع الذي كتبه العقيد عمر ولد ابيبكر حول ضرورة مراجعة المقرر الوزاري الخاص بتسمية المطار الجديد حفيظة الكثير من القراء المنتمين للأسف لجهة معينة من الوطن فانبرت أقلامهم تصب جام غضبها علي الرجل معتبرة أن ما تقدم به مجرد افتراءات على التاريخ مؤكدين أن معركة أم التونسي هي أهم معارك المقاومة الوطنية ومعرضين بشخصيات من التاريخ أمثال الشيخ سيديا بابا والأمير محمد فال ولد عمير والرئيس المؤسس المختار ولد داداه وغيرهم .

وقبل الدخول في تفاصيل ما جرى من مساجلات بين الطرفين أذكر أنه في العالم أجمع يسود تقليد واحد في تسمية المطارات هو أنه إما أن يتخذ المطار اسمه من المنطقة المشيد عليها مثل مطار أورلي بفرنسا وإما أن يتخذ المطار اسمه من شخصية وطنية ساهمت في بناء الدولة مثل : مطار شارل ديكول – مطارهواري بومدين – مطار محمد الخامس .

ولم يحدث قط في العالم أن اتخذ المطار اسمه من منطقة لا يوجد على أراضيها، وكما قال الإعلامي والدبلوماسي باباه ولد سيد عبد الله "إن تسمية مطار حمل كرها وسوف يولد كرها ولا ندري متى سيكون فصاله ليس أولوية بالنسبة لبلد مهدد في بقائه" .

ومن خلال مطالعتي مختلف الآراء خطرت ببالي الملاحظات التالية :

أولا : موريتانيا تسع الجميع، أهل الكبلة – أهل الشرك – أهل الساحل ولا أرى أن نجعل أي رأي يصدر من أي شخص هو من باب الانتصار لجهة معينة ومواجهة لجهة أخرى .

ثانيا : إن الدافع الوطني والمصلحة العليا هما اللذان دفعا العقيد على نشر مقاله حيث عرفه من عرفه مدافعا عن الحق لا يخشي فيه لومة لائم .

ثالثا :كل ما تقدم به العقيد من معلومات تتعلق بمعركة أم التونسي هي معلومات دقيقة واضحة ومستساغة، ولكننا في موريتانيا نظرا لشح المصادر وندرة الأيام الموثقة بين المقاومة الوطنية والمستعمر نعتبر أن أي عمل تشارك فيه مجموعة ضد أي فصيل يضم في صفوفه مستعمرا واحدا هو عمل مقاومة سواء كان الوطنيون قادمون من وادي الذهب أومن أزواد أو غيرهما من المناطق التي تدخل آنذاك في أطار ما يسمي "أتراب البيظان" التي كان يعتبرها الحاكم الفرنسي كبولاني ويعمل على إنشائها وهو ما لم يتسن له بسبب مقتله علي يد فريق المجاهد سيدي ولد مولاي الزين .

رابعا :دخل المستعمر إلى موريتانيا القرن التاسع عشر ومنذ ذالك التاريخ والمعارك والأيام رغم ندرة الهام منها تتوالي حتى سنة 1934 التي عرفت نهاية المقاومة العسكرية فمن غير المفهوم أن نقفز على كل هذه الأيام حتى نصل أخرها تقريبا فنخلده دون سواه.

خامسا : إذا أرادت الحكومة وحسنا فعلت تخليد مقاومتنا الوطنية فالأجدر أن تنتقي شخصية من أبطال المقاومة وهم معروفون نذكر منهم : الأمير بكار ولد اسويد احمد، سيدي ولد ملاي الزين،الأمير سيد احمد ولد احمد عيدة، احمد ولد الديد، فودي ادياكيلي، مامادو لامين والقائمة تطول.

سادسا: من حق الأمير بكار ولد اسويد احمد أن يتسمي به المطار الجديد لاعتبارات عديدة فهو من جاهد المستعمر وهو شيخ هرم لا يستطيع تحمل الكثير وهو سليل أمراء المرابطين أمثال أبوبكر بن عمر ويوسف بن تاشفين الذين شرفت دولتهم موريتانيا بنشرها الدين الإسلامي في ربوع القارة الإفريقية وأجزاء من قارتي أوربا واسيا إضافة لكونه أول أمير استشهد على يد المستعمر الفرنسي في هذه الأرض وانتهز هذه الفرصة لأورد بعض تفاصيل استشهاده كما أوردها الرائد افرير جان في كتابه :

MAURITANIE 1903- 1911

MEMOIRES DE RANDONNES ET DE GUERE AU PAYS DES BEIDANES –EDITION KARTHALA

الصفحات من 251 إلي 264

في هذه الصفحات يحكي الرائد افرير جان تفاصيل دقيقة عن الظروف التي اغتيل فيها الأمير بكار ولد اسويد احمد الذي رفض الانصياع لإرادة الاستعمار في تكانت ممثلة في القائد المدني كبولاني والعسكري افرير جان فشد الرحال بقومه نحو لعصابة واستقر في قرية بوكادوم شرق مدينة كيفة قرب رأس الفيل التي يوجد بها ضريحه ، فطن المستعمر لهذه الهجرة و علم أن لها ما بعدها فجهز كتيبة قوامها 200 رجل يقودها افرير جان نفسه وتضم فرنسيين وسينغالييين وأفراد من أولاد بسباع وأولاد ابيري وغيرهم من المجموعات الموريتانية .

بدأت الكتيبة التحرك من تكانت ناحية لعصابة يوم 25 مارس 1905 وفي ليلة 01 ابريل 1905 وصلت الكتيبة قرية بوكادوم وأرسلت أحد أفرادها إلي مضارب ادوعيش فتنكر في زي شيخ من الزوايا يريد من يضيفه وهو ما كان له وعند فجر نفس الليلة داهمت الكتيبة حلت بكار التي لم تكن تتوقع هذه المطاردة وقتلوا الأمير بكار الذي يقول افرير جان أن رصاصة من بندقية أعمرولد بوبكر اسباعي هي التي أودت بحياته .

سابعا: من خلال قصة استشهاد الأمير بكار ولد اسويد احمد أهيب من هذا المنبر بحكومتنا الموقرة أن تقوم بمراجعة المقرر الوزاري القاضي بتسمية المطار الجديد وإعطائه اسم : مطار الشهيد الأمير بكار ولد اسويد احمد.

وأحيييه مع الشاعر الذي رثاه بقوله :

نجع اضعيف المستــغرب والجار لكبير الثقـــــيــــــل

الغلظ وامروت لعـــــرب ابكاو فكف راص الفـــيـــل

وابكات زنفت لكــــــــبيل اللي افلكلوب اثقــــــــــيــل

وارفود كم من رمـــــــيل بشراب والباس امع اوكيل

وابكات فالظيك الشـــيــل وابكا امــــــل يالجلـــيــــل

نجع اضعيف المستغرب

المجد والخلود لشهداء الوطن .