تشارك في الدورة الأولى لمهرجان السعيدية السينمائي، المنعقد خلال الفترة الممتدة بين 25 و29 غشت الجاري، ستة أفلام طويلة وستة أخرى قصيرة، من هولندا وبلجيكا وألمانيا وفرنسا وسويسرا وتركيا وفلسطين والجزائر وتونس، بالإضافة إلى المغرب.ويتعلق الأمر، وفق إدارة المهرجان، بالأفلام الطويلة "الريف 58-59 " للمخرج طارق الإدريسي (المغرب)، والفيلم يحكي معاناة الريفيين في سنوات1958/1959 . ويعرض شهادات حية لأناس عايشوا مرارة تلك المرحلة ولا زال الجرح النفسي لم يندمل بعد بل و لازال الصمت لم ينكسر بعد لصعوبة رواية الأحداث و القمع الذي صد الحركة الاحتجاجية.
يذكر أن الشريط قد تم تمويله من طرف الاتحاد الاوروبي والدولة المغربية "مجلس الجالية"، و"الوشاح الأحمر" لمحمد اليونسي، يتطرق الفيلم، في تجربة غير مسبوقة، إلى معالجة مأساة المغاربة المرحلين من الجزائر إبان ما كان يعرف بفترة حرب الرمال. ويصور الفيلم مأساة زوجين "لويزا" من الجزائر و"لحبيب" من المغرب فرقتهما الآلة العسكرية الجهنمية بالجزائر وعاشا بعيدين عن بعضهما ما تبقى لهما من حياتهما. وتبدأ الحكاية من حالة "لحبيب"، الذي ينتظر مولودا جديدا، وهو عائد من السوق بعد أن اقتنى بعض الحاجيات بطلب من الممرضة التي تشرف على زوجته في المستشفى. وبينما هو في الطريق للمستشفى، فرحا بالحاجيات التي اقتناها للمولود الجدبد، يوقفه أحد العساكر في مفترق الطرق، يستفسره عن هويته، وعندما يكتشف العسكري أن "لحبيب" مغربي الجنسية، يلقي عليه القبض ويضعه في شاحنة عسكرية ثم يتم طرده عبر الحدود البرية. وهنا تبدأ معاناة زوجين كان يجمعهما الحب وفرقت بينهما الحرب. زواج "لحبيب" المغربي من "لويزا" الجزائرية ابنة أحد رجالات المقاومة، كان عربون محبة من والدها له، لما كان يقدمه من مساعدات للمقاومة الجزائرية وذلك بإدخال السلاح من وجدة إلى الجزائر. والفيلم من بطولة كريم السعيدي، محمد بسطاوي، نورة القريشي، يسرى طارق، حسنة الطمطاوي، جمال الدين دخيسي، فريد الركراكي، محمد الشوبي، سعيد أيت باجا وعماد فجاجي. وتم تصوير الفيلم بكل من وجدة، جرادة وتازة.)، والفيلم المغربي "بولنوار" لحميد الزوغي ويتناول في ساعة و45 دقيقة صفحات من تاريخ القطاع المنجمي في منطقة بولنوار، مسلطا الضوء على أبعاده السياسية والاجتماعية، التي تجسدها تطورات ومستجدات هامة في تاريخ المغرب، على خلفية مواجهته للمد الاستعماري وتفاعله مع مشروع التحديث القسري، والفيلم الهولندي - البلجيكي"الرباط" لجيم تاهوتو وفكتور بونتن، والفيلم التونسي"الزيارة" لنوفل صاحب الطابا والفيلم الجزائري"حراكة بلوز" لموسى حداد ويتناول موسى حداد في هذا العمل موضوع الهجرة غير الشرعية من خلال قصة صديقين شابين من العاصمة زين (كريم حمزاوي) وريان (زكرياء رمضان) يحلمان بالهجرة إلى إسبانيا بالرغم من أوضاعهما الاجتماعية والعائلية الجيدة.
ويسرد الفيلم على مدار 110 دقيقة المحاولة الفاشلة لهجرة زين نحو أوروبا انطلاقا من الشواطئ الوهرانية ومغامرات ريان بين العاصمة وعنابة مبرزا الانعكاسات السلبية لخيار زين على والديه (بهية راشدي وأحمد بن عيسى) وخطيبته (موني بوعلام). فبالرغم من إخراج جيد وموسيقى جميلة من تأليف الفنان لطفي عطار فإن "حراقة بلوز" يتجاهل واقع الهجرة غير الشرعية كونه لا يفسر الأسباب التي أدت بالشخصيتين الرئيسيتين زين وريان إلى الهجرة خاصة وأنهما يعملان ويعيشان وسط عائلات محبة وأصدقاء أوفياء وأحباء.
كما تشارك في هذه الدورة، التي تنظم تحت شعار "سينما بلا حدود"، الأفلام القصيرة "دوار السوليما" لأسماء المدير (المغرب)، و"رحلة في الصندوق" لأمين صابر (المغرب-فرنسا)، و"انضباط" لكريستوف صابر (سويسرا)، و"الصندوق"لإدريس صواب (المغرب)، و"خمس كاميرات مكسورة" لعماد محمد برناط (فلسطين)، و"يوم بلا عودة" لكوكلو يمان (ألمانيا تركيا).وتتنافس الأفلام المشاركة في هذه الدورة، التي أسندت رئاسة لجنة تحكيمها إلى السيناريست والجامعي الميلودي شغموم، على الجائزة الكبرى للجوهرة الزرقاء للفيلم الطويل وجائزة البرتقال للفيلم القصير وجوائز أخرى.
وتتوخى جمعية الأمل للتعايش والتنمية، المنظمة للمهرجان، من وراء تنظيم هذه التظاهرة المساهمة في خلق ثقافة سينمائية بالمنطقة الشرقية، بالخصوص في السعيدية، وربط جسور التواصل والصلة بين مغاربة الخارج والداخل، والاهتمام بقضايا الهجرة والمهاجرين، والمساهمة في بناء صرح ثقافة التسامح والتعايش وقبول الآخر.وستتخلل المهرجان عدة ندوات ولقاءات تخص القضايا الثقافية والاجتماعية بالمنطقة الشرقية وقضايا الهجرة ومغاربة العالم. كما سيتم خلال هذه التظاهرة، التي تنظم بدعم من وزارة الاتصال ومجلس الجالية وجهات أخرى، تكريم المخرج هشام عين الحياة والفنانة مجيدة بنكيران.
بوابة افريقيا