خرجت مسيرات جماهيرية عفوية في مختلف أنحاء قطاع غزة، مساء يوم الأحد، فرحًا وابتهاجًا بإعلان كتائب عز الدين القسام الجناح المسلح لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أسر لجندي إسرائيلي في حي التفاح شرقي مدينة غزة.
وبدت على وجوه المشاركين في هذه المسيرات الفرحة الكبيرة، وصدحت حناجرهم بالتهليل والتكبير، ورفعوا الأعلام الفلسطينية ورايات حركة “حماس″، ورددوا هتافات تدعم المقاومة الفلسطينية وتطالبها بمزيد من الرد على “العدوان” الإسرائيلي عن قطاع غزة، و”الثأر” لدماء القتلى والجرحى.
ووزع المواطنون الحلوى في أزقة وشوارع قطاع غزة، رغم التحليق المكثف للطائرات الحربية والمروحية الإسرائيلية، والقصف المدفعي المتواصل بشكل عشوائي على منازل وأراض فلسطينية في المناطق الشرقية على طول حدود قطاع غزة.
ورغم فرحة الفلسطينيين في قطاع غزة بأسر الجندي الإسرائيلي إلا أنهم أبدوا قلق من ردة الفعل الإسرائيلية العنيفة ضدهم.
وقال الشاب رائد سحويل، لمراسل “الأناضول” في غزة: “شكرًا لكتائب القسام.. وشكرًا للمقاومة الفلسطينية، نحمد الله تعالى على نعمة المقاومة التي أعادت للأمة العربية والإسلامية عزها وكرامتها بأن مرغت أنف قادة إسرائيل بالتراب في غزة”.
وأضاف سحويل بعد أن خر ساجدًا شكرًا لله: “هذا النبأ أثلج صدورنا بعد مرور 14 يومًا من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والذي تسببت بقتل المئات وجرح الآلاف من أبناء شعبنا الفلسطيني، بشكل همجي ولا إنساني”.
ولم تكن فرحة الغزي حسن حبيب (46 عامًا) أقل من سابقه، وقال لمراسل “الأناضول”: “إن عملية أسر الجندي هي فخر للشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة وللأمة العربية والإسلامية التي لم تحركها دماء الأطفال والنساء، لنصرة قطاع غزة المكلوم”.
وأضاف: “هذه فرحة كبيرة وبإذن الله ستقوم كتائب عز الدين القسام بأسر المزيد من الجنود الإسرائيليين الجبناء الذين توعدتهم المقاومة بكثير من المفاجآت، حال داست أقدامهم أرض قطاع غزة”.
ورغم الفرحة الكبيرة التي أبداها حبيب، إلا أنه أعرب عن قلقه من ردة الفعل الإسرائيلية، قائلا “أخشى أن ترتكب إسرائيل المزيد من المذابح ضد الفلسطينيين خاصة بعد قتلها لأكثر من 60 مواطنا اليوم معظمهم من الأطفال والنساء في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة”.
وأطلقت المسنة الفلسطينية رشا عبد الكريم (65 عاما)، زغاريد الفرح وهي توزع قطع الحلوى على بوابة منزلها وسط مدينة غزة، وقالت لمراسل “الأناضول”: “برغم كل الجراح والآلام والمجازر التي كان آخرها مجزرة الشجاعية، إلا أننا سنفرح وسندعم المقاومة وسنقف احترامًا لكتائب القسام”.
وتابعت ودموع الفرحة تتلألأ في عينيها: “كم أنت عظيمة يا كتائب القسام، وكم أنت عظيمة يا سرايا القدس -الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي-، وكم أنتم عظماء يا فصائل المقاومة الفلسطينية وأنتم تقتصون لدماء الشهداء والجرحى”، مطالبةً المقاومة بأن تجعل “غزة مقبرة لليهود الغزاة”.
وتعيش الفلسطينية عبد الكريم في حالة من الترقب لردة الفعل الإسرائيلية تجاه أسر المقاومة للجندي الإسرائيلي.
وقالت: إن “الجيش الإسرائيلي ارتكب مذبحة اليوم في حي الشجاعية وقتل 98 فلسطيني مدني في مختلف أنحاء القطاع ولا نستبعد أن يرتكب المزيد من المجازر”.
وأعلنت كتائب القسام، في وقت سابق من مساء اليوم، عن أسر الجندي الإسرائيلي، شاؤول آرون، الذي يحمل الرقم العسكري (60962065)، في عملية نفذها مسلحوها ضد الجيش الإسرائيلي شرق حي التفاح شرقي مدينة غزة. ولم يصدر أي تعليق رسمي من الجانب الإسرائيلي حتى اللحظة.
وهذه ليست المرة الأولى التي تقوم فيها كتائب القسام بأسر جندي إسرائيلي، حيث قامت بتنفيذ العديد من عمليات أسر الجنود، كان آخرها الجندي جلعاد شاليط، الذي أسرته في عام 2005، وبعد صفقة تبادل للأسرى أبرمتها حركة حماس وإسرائيل، في أكتوبر/تشرين أول عام 2011، برعاية مصرية، أفرجت السلطات الإسرائيلية آنذاك عن 1050 أسيرا، مقابل تسليم حماس للجندي “شاليط”.
القدس العربي