تشعر الأسرة التربوية برمتها وعلى رأسها المدرسون وأولياء الأمور بالإحباط والارتباك بسبب ضعف أداء تلاميذنا في الامتحانات الوطنية.
لقد كانت نتائج تلاميذنا في الحقب الماضية أفضل بكثير، فما الذي تغير؟
الآباء اليوم أكثر دراية وأوفر ثقافة، وبالتالي أكثر استعدادا ووعيا بضرورة مواكبة تعليم أطفالهم، فهم اليوم أكثر تفهما لاحتياجاتهم من اللوازم المدرسية أو الملابس أو غيرها من الأدوات.
والمراجع أكثر وفرة (الإنترنت ، المكتبات ، إلخ).
الفرق الأساسي هو أن المدرس اليوم – حلافا لمدرس الحقب الماضية - لم يعد بإمكانه أن يعد نفسه ويتفرغ على مدى تسعة أشهر للانغماس بكل تفان في تدريس تلاميذه.
فالتدريس لم يكن يقتصر في الحقب الماضية على الساعات القليلة التي يقضيها المدرس في قاعة الدرس مع تلاميذه، بل كان يشجعهم على الانتظام في مجموعات للمراجعة في البيوت ويقوم بجولات بين هذه المجموعات كل مساء تقريبًا للإجابة على الأسئلة العالقة وتوجيه عمل المراجعة وما إلى ذلك.
كان المدرس يخصص وقتا للمساهمة في تنظيم النوادي الرياضية والثقافية وللإشراف على أنشطتها.
أما المدرس اليوم فهو مشغول – بما في ذلك خلال وجوده في قاعة الدرس – بأمور أخرى: النفقات اليومية ، والإيجار ، وفاتورة الكهرباء ، والماء ، ووصفات الدواء، إلخ.
كلها هموم لم تكن تشغل بال المدرس في الماضي.
ويكفي أن نلقي نظرة على نماذج من كشوف رواتب المدرسين لعام 2018 (العينات المرفقة) لندرك مدى ضعف راتب المدرس :
في التعليم الابتدائي: متوسط الراتب 9609 أوقية ،
في التعليم الثانوي: متوسط الراتب 11092 أوقية ،
يا للبؤس!