إسلمو ولد سيدي أحمد
كاتب وخبير لغوي وباحث في مجال الدراسات المعجمية والمصطلحية
سألني اليوم (24-04-2020م) أحد الأصدقاء عن كتابة الهمزة بطريقة صحيحة في: "أهنئكم بحلول شهر رمضان المبارك"، فذكَّرته بالقاعدة التي يمكن تطبيقها في كتابة همزة "أهنئكم"، وهي: إذا كان ما قبل الهمزة المتوسطة مكسورا، كُتِبت على نبرة.
وأغتنم هذه المناسبة لإعادة نشر جوابي عن سؤال سابق يتعلق بكتابة الهمزة بصفة عامة، لعل أن يجد فيه القراء الكرام ما يفيدهم.
يقول السائل الكريم:
يبدو أنّ التمكُّن من كتابة الهمزة بطريقة صحيحة، ليس بالسّهولة التي قد يتخيّلها بعضُنا.
السؤال:
هل يمكنكم-جزاكم الله خيرًا-تلخيص القواعد الخاصّة بكتابة الهمزة في أوضاعها المختلفة؟
الجواب، والله أعلم:
الحديث عن القواعد الإملائيّة المتعلقة بكتابة الهمزة في مواضعها المختلفة، يحتاج إلى شيء من التفصيل.
سأحاول-مع صعوبة التلخيص- جوابَ السؤال، متحاشيًا أن يتّسِم الجوابُ بالاختصار المُخِلِّ أو بالإسهاب المُمِلِّ.
نجد الهمزة في أول الكلمة، أو في وسطها، أو في آخرها.
أولا-الهمزة في أول الكلمة:
همزة القطع في أول الكلمة، لا تتغيّر صورتها إذا دخل عليها حرف من حروف المعاني، وهي (أي حروف المعاني) التي تدل على معانٍ في غيرها وتربط بيْن أَجْزاء الكلام، وتتركب من حرف أو أكثر من حروف المباني (حروف الهجاء)، وهي أحد أقسام الكلمة الثَّلاثة من اسْمٍ وفِعْلٍ وحَرْفٍ. أمّا همزة الوصل، فتتغيّر صورتها: تارة تحذف لَفْظًا وخَطًّا، وتارة تحذف لَفْظًا لا خَطًّا.
الفرق بين الهمزتيْن:
1-همزة الوصل، هي همزة تُزَادُ في أول الكلمة المبدوءة بساكن، والغرض منها أن يُتوصَّل بها إلى النطق بالساكن.
وهي : سَمَاعِية وقِياسِية.
السماعية في عشرة ألفاظ ، وهي:
ابنٌ، ابنةٌ، ابنمٌ (بمعنى ابن)، اثنان، اثنتان، امرؤ، امرأةٌ، اسم، استٌ، ايمُنُ اللّه (وايْمُ الله عبارة عن ايمُنٍ محذوفة النون).
وتكون القياسية في أول ماضي الخماسيّ والسداسيّ وأمرهما ومصدرهما وأمر الثلاثيّ، نحو: انطَلَقَ ، اسْتَخْرَجَ، انطَلِقْ، اسْتَخْرِجْ، انطِلَاقٌ، اسْتِخْرَاجٌ، إلخ.
2-همزة القطع، هي همزة زائدَة في أول الكلمة، نحو: أكْرم. وهي لاتسقط أبدا، لا في دَرَج الكلام ولا في قَطْعه.
وهي قِياسِية، تكون في بعض الجموع، نحو: أولاد، أنفُس، إلخ.
وتكون في الماضي الرباعيّ وأمره ومصدره، نحو: أَخْرَجَ، أَخْرِجْ، إِخْرَاج، إلخ.
وفي المضارِع المُسْنَد إلى المُتكلِّم المُفْرَد، نحو : أَكْتُبُ، أُجَاهِدُ، أَنطَلِقُ، أَسْتَخْرِجُ، إلخ.
وفي وزْن أفْعل التّفضيل ، نحو: أَفْضَلُ و أَعْظَمُ، إلخ.
وفي الصفة المشَبَّهة على وزن أفعل، نحو: أحمَر، أعوَر، إلخ.
وهي مفتوحة دائما- كما رأينا- وتكون مضمومةً في المضارع من الفعل الرباعيّ، مكسورة في مَصْدَرِهِ، نحو: أُكْرِمُ، إِكْرَام، أُحْسِنُ، إِحْسَان، إلخ.
ثانيًا: الهمزة في وسط الكلمة:
تكتب الهمزة المتوسطة على ياء (نبرة).
1-إذا كانت الهمزة المتوسطة مكسورة، سواء أكانت مسبوقة بكسر أم بضم أم بفتح أم بسكون.
2-إذا كان ما قبل الهمزة مكسورا وهي مفتوحة، أو مضمومة، أو مكسورة أو ساكنة.
3-إذا كانت الهمزة المتوسطة مسبوقة بياء ساكنة، سواء كانت الهمزة مفتوحة أو مضمومة.
عند كتابة الهمزة المتوسطة يجب أن ننظر إلى حركتها وحركة الحرف الذي قبلها ونكتبها حسب أقوى الحركتيْن.
ترتيب الحركات تنازليا، من الأقوى إلى الأضعف: الكسرة، الضمة، الفتحة، ثم السكون.
علما أنّ لكل حركة من الحركات حرفًا يناسبها.
الكسرة: يناسبها حرف الياء. الضمة يناسبها حرف الواو. الفتحة يناسبها حرف الألف. السكون (علامة وليس حركةً): لا يناسبه شيء، حيث تكتب الهمزة بعده على السطر (أي مفردة).
ثالثًا: الهمزة المتطرفة (الهمزة في آخر الكلمة):
يُنظَر إلى حركة الحرف الذي قبلها وتكتب على ما يناسب تلك الحركة.
إذا كان ما قبلها مفتوحًا، كُتِبت على ألف (نحو: بَدَأَ). وقد ذكرنا سابقا أنّ الفتح يناسبه الألف. إذا كان ما قبلها مضمومًا، كُتِبت على واو (نحو: لُؤْلُؤٌ). حركة ما قبل الهمزة ضمة، والضمة يناسبها الواو. إذا كان ما قبلها مكسورًا، كُتِبَت على ياء (نحو: قُرِئَ). ما قبل الهمزة مكسور، والكسرة يناسبها حرف الياء. إذا كان ما قبلها ساكنًا، كُتِبت مفردَةً/ على السطر.
إذا وقع بعد الهمزة حرف لا يصح اتصالُه بما قبله كتابةً، كُتِبت على السطر.
والحروف التي لا تتصل بما بعدها، هي: (أ-د-ذ-ر-ز-و). إذا وقع بعد الهمزة حرف يصح اتصالُه بما قبله كتابةً، كُتِبت على نبرة (على كرسي الياء). وكذلك الحال، إذا كانت الهمزة المتطرفة منونةً بتنوين النصْب.
ويسرني في ختام هذا "الملخَّص الموَسَّع"-إنْ صحّ التعبير-أن أشيرَ إلى أنّ دراسة القواعد، لا تغني عن التدرُّب والتطبيق والممارسة المستمرة.
بمعنى أنّ هذه الدراسة ليست غاية في حدّ ذاتها، بل إنّ الغاية منها عصمة اللسان من اللحن في المقول وتجنب الأخطاء في المكتوب.
أقترح على القراء الكرام- من غير المتخصصين- أن يستأنسوا بالنماذج الواردة في آخر النص، لعلها تعطيهم فكرة عامة عن كتابة الهمزة في مواضع مختلفة وبصِيَغ متنوعة.
يمكنهم أيضًا، أن يربطوا-بإعمال الفكر- بين القواعد المذكورة سابقا، وبين هذه النماذج.
يُلاحَظ-في هذه الأمثلة- أنّ الهمزة قد وردت-في بعض المواضع- مكتوبةً بطريقتيْن مختلفتين في الكلمة الواحدة، مراعاةً لاختلاف المدارس.
مع أننا نفضل الالتزام بالقواعد المذكورة، رغبة منا في توحيد القواعد الإملائية.
النماذج المقترَحة للاستئناس بها والنسْج على منوالها:
بَدْءٌ – كُفْءٌ – مِلْءٌ – شَيْءٌ – جُزْءٌ- بَرِيءٌ – يُسِيءُ – عِبْئًا- عِبْئَيْنِ – عِبْأَيْنِ – بَرِيئًا – بَدْءًا – جُزْءًا – مَاءً – جَزَاءً – سَمَاءً – مِائَة – مِئَة – جُزْئَيْنِ – جُزْأَيْنِ – مَرْؤُوس – مَسْؤُول – مَسْئُول – مَسْؤُولِيَّة – مَسْئُولِيَّة – هَيْئَة – هَيْأَة –مَمْلُوءًا –مَقْرُوءًا – الْبَتَّة – أَلْبَتَّة –أُوثِر –أُؤْثِر –أُومِن – مَرْفَآنِ – مَدْفَآنِ – مَلْجَآنِ – آثَار – آمَال – آفَاق – هَيْئَات –هَيْآت – مُكَافَآت – مُمَالَآت – آصَال – آبَار – مَآدِبُ – سَآمَة – كَآبَة – مِرْآة – قَرَأُوا –قَرَؤُوا – يَقْرَؤُون – يَلْجَؤُون – يَبْدَؤُون – يَمْلَأُون – يَمْلَؤُون – اقْرَأُوا – اقْرَؤُوا – هَنِيئَة – رَدِيئَة –فَيْئُه – قَيْئُه – فَيْئِه – قَيْئِه – يَسْتَهْزِئُون – يَجْتَزِئُون – مَالِئُون – نَاشِئُون – مُسْتَهْزِئُون – ابْدَؤُوا – اقْرَؤُوا – أَؤُلْقِي – أَؤُؤيِّدُ – أَرْؤُسٌ – أَفْؤُسٌ – جُزْؤُه – عِبْئُهُ – يَلْؤُمُ – يَشْؤُمُ –مَوْؤُودَة – مَوْءُودَة – يَسُوءُون – مَشْنُوءُون – مَقْرُوءُون – جَرُؤَ – يَجْرُؤُ – جُرَآء– أَجْرِئَاء.