تثق الغالبية الكاسحة من جماهير الهلال، في قدرة المدرب البرتغالي جورجي جيسوس، على تحقيق تطلعاتها، بعدما أثبت جدارته أكثر من مرة وبأفضلية كبيرة عن منافسيه.
جيسوس مع الهلال وصل لمرحلة من التكامل في الأداء، جعلته بأريحية يتخلى في صيف العام الحالي عن 15 لاعبا، وهو عدد كبير بالنسبة لفريق متوج بثلاثية محلية "الدوري وكأس خادم الحرمين الشريفين وكأس السوبر السعودي".
في المقابل، نجح الهلال في ضم 4 لاعبين فقط ليقلص قائمته بشكل كبير، ويقصر اختيارات المدرب على عناصر يحتاجها بالفعل، ولا تكون مجرد ملء خانة.
رهان لودي
لكن من بين العناصر التي رفض جيسوس، التفريط فيها، الظهير الأيسر البرازيلي رينان لودي، رغم ضيق جماهير الهلال مما يقدمه اللاعب، واعتبارها أن رحيله سيكون أمرا مسلما به قبل بداية الموسم الحالي.
وبمرور الوقت، ورغم زيادة التكهنات حول مصير لودي، ظل جيسوس حائط الصد المنيع، تجاه محاولات إبعاد الظهير البرازيلي عن قائمة الزعيم.
وساعد المدرب البرتغالي العجوز، أن الهلال لم يكن بحاجة لجلب أجنبي جديد قبل نهاية الميركاتو الصيفي، لقيده بدلاً من لودي، باستثناء تعثر صفقة ألبرتو موليرو من لاس بالماس في الأمتار الأخيرة، وقبلها محاولات لضم أحد ثنائي برشلونة، فيكتور روكي ورافينيا.
رب ضارة نافعة
طالت فترة تأهيل البرازيلي نيمار، الذي كان من المقرر أن يتم قيده بدلا من مواطنه ميشايل، ليتم رفع اسم نجم برشلونة السابق من القائمة، والمستفيد الأكبر كان لودي.
ولم تكن لدى جيسوس، رفاهية المغامرة بضم نيمار انتظارا لأن يكون في مستوى الجاهزية الفنية والبدنية المطلوب، مما جعله يتشبث أكثر ببقاء لودي، الذي لم يتأثر موقفه بالتعاقد مع مواطنه ماركوس ليوناردو، المنضم تحت السن.
لكن من تصدر مشهد الانتقادات، كان جيسوس، خاصة وأن الجميع توقع أن يدرج اسم لودي بين الراحلين، عطفا على المردود الفني الهزيل الذي قدمه في موسمه الأول، بجانب الإصابات التي لازمته.
منافس جديد
ظل لودي محصنا ضد محاولات إبعاده عن تشكيل الزعيم، رغم التعاقد مع متعب الحربي الظهير الأيسر للشباب، في صفقة قياسية بلغت قيمتها نحو 123 مليون ريال.
وجاءت الرياح بما لا تشتهي سفن الجماهير، بإصابة مبكرة للحربي مع المنتخب السعودي، زجت بالظهير البرازيلي في تشكيل الهلال من جديد ليكون لاعباً أساسياً.
وبالعودة إلى الوراء قليلا، نجد أن رينان لودي قدم فترة تحضيرية ليست مثالية، فقد كان نقطة ضعف واضحة للفريق، خلال مشاركاته في الوديات، وحتى مع انطلاقة الموسم الجديد لم يكن خيارا مميزاً، فماذا حدث؟
المدافع البرازيلي صاحب 26 عاما، الذي صنع هدفا وحيدا فقط في 11 مشاركة بالدوري السعودي الموسم الماضي، استطاع أن يبني على ثقة مدربه من خلال تقديم أداء قوي.
وتدارك لودي، الأخطاء التي كان عادة يقع فيها بمباريات فريقه، وأبرزها سوء التغطية، فتحول من أحد أكثر اللاعبين الذين تعرضوا للمراوغات في الهلال، إلى صخرة دفاعية يصعب تجاوزها.
وكان رهان جيسوس الأكبر في كلاسيكو الاتحاد، ومن قبله مباراة الريان ببطولة النخبة الآسيوية، حيث أظهر لودي براعة في القيام بالأدوار الدفاعية والهجومية على حد سواء، وإن كان الثبات الدفاعي هو النقطة التي لطالما تم انتقاده عليها، قبل أن يتحول ويظهر في ثوب جديد بأداء أكثر قتالية وإصرار ما يخدم وحدة الفريق وترابطه داخل الملعب.
جيسوس بخبراته الكبيرة استطاع أن يكسب رهانه مع جماهير الهلال، وهو ما تحدث عنه المدرب صراحة عقب حسم كلاسيكو الجولة الرابعة من الدوري، للتذكير بأنه راهن على اللاعب المناسب وكان يعرف إمكانياته جيدا.
وربما تكون نسخة مارسيليا ليست هي الأفضل بالنسبة للودي، لكنه تحت قيادة العجوز البرتغالي ربما يستعيد أحسن مستوياته، التي ظهر بها مع ناديه السابق أتلتيكو مدريد ضمن كتيبة المدرب دييجو سيميوني، والمنظومة الدفاعية التي لا تعرف التهاون.