سيطرت «الدولة الاسلامية» امس الخميس على احد اكبر حقول النفط في سوريا في محافظة دير الزور (شرق) بعد انسحاب «جبهة النصرة» منه، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.
وبذلك، يكون التنظيم سيطر على غالبية حقول النفط في محافظة دير الزور كما بات يسيطر على مجمل ريفها اثر انسحاب مقاتلين من فصائل المعارضة المسلحة او مبايعتهم لـ «الدولة» بمن فيها مقاتلون من جبهة النصرة.وكان حقل العمر تحت سيطرة النصرة التي انسحبت منه خلال الساعات الماضية.
وقال رامي عبد الرحمن رئيس المرصد السوري إن الدولة الإسلامية سيطرت على الحقل من حوالي ساعتين.
وسوريا ليست مصدرا كبيرا للنفط ولم تصدر أي كميات منه منذ أواخر عام 2011 عندما بدأ سريان عقوبات دولية تهدف لزيادة الضغوط على الرئيس بشار الأسد.وقبل العقوبات كانت سوريا تصدر 370 ألف برميل يوميا معظمها لأوروبا.
وسيطرت «داعش» على مجمل ريف محافظة دير الزور السورية الحدودية معالعراق بعد انسحاب مقاتلي جبهة النصرة وفصائل اخرى ضمن المعارضة السورية من بلدات ومدن في الريف الشرقي، او مبايعتهم «الدولة»، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان امس الخميس.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن «بات كل الخط الممتد من مدينة البوكمال في محافظة دير الزور على الحدود مع العراق وصولا الى مدينة الباب في محافظة حلب (شمال) مرورا بمحافظة الرقة، تحت سيطرة الدولة الاسلامية».
واوضح ان مدينة الميادين ابرز مدينة في ريف دير الزور الشرقي «اصبحت تحت سيطرة الدولة الاسلامية، بعدما اخلت جبهة النصرة مقارها في المدينة حيث رفعت الدولة الإسلامية راياتها».
وكانت فصائل عدة بينها مجموعات تابعة للنصرة في منطقة العشارة القريبة من الميادين ومحيطها اعلنت في شريط فيديو نشر ليلا على حسابات جهاديين على الانترنت «توبتها من مقاتلة الدولة الإسلامية»، وتبرؤها من الجيش السوري الحر والائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية.
وكان ريف دير الزور الغربي اصلا تحت سيطرة «الدولة الاسلامية» قبل اندلاع هذه الجولة من المعارك قبل اسابيع بين «الدولة الاسلامية» من جهة وفصائل مقاتلة بينها جبهة النصرة، ذراع القاعدة في سوريا.
وتزامنت جولة العنف مع هجوم نفذته «الدولة الاسلامية» في شمال وغرب العراق تمكنت خلاله من السيطرة على مناطق شاسعة وامنت تواصلا بين جانبي الحدود.
واعلنت «الدولة الاسلامية» الاحد الماضي اقامة «الخلافة الاسلامية» منصبة «خليفة» عليها زعيمها ابو بكر البغدادي.
وبذلك، باتت مجمل محافظة دير الزور تحت سيطرة «الدولة الاسلامية»، باستثناء مدينة دير الزور التي تتقاسم السيطرة عليها القوات النظامية وكتائب في المعارضة المسلحة، ومطار دير الزور العسكري الواقع تحت سيطرة النظام، وبعض النقاط في بلدات في الريف لا تزال في منأى عن المعارك.
وكان المرصد السوري اورد قبل ايام معلومات حول «مفاوضات غير معلنة تجري بين جبهة النصرة والدولة الاسلامية بوساطات عشائرية من أجل وقف اطلاق النار في محافظة دير الزور».
إلا أن قياديي جبهة النصرة لا يزالون يجاهرون بعدائهم لـ «الدولة الاسلامية» على حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي.
ومن ابرز المناطق التي توقف فيها القتال خلال الساعات الماضية بلدة الشحيل التي تعتبر معقلا لجبهة النصرة ويتحدر منها قياديون من الجبهة، ومدينة العشارة والقرى المجاورة.
وفي الشحيل، اعلنت فصائل عدة ابرزها «جيش الاسلام» الذي يقاتل في مناطق عدة من سوريا، مبايعتها لـ «الدولة الاسلامية».
وبدا في شريط الفيديو الذي تضمن البيان، عدد من الرجال، معظمهم بلباس الاسلاميين المتشددين. واعلن البيان «البراءة إلى الله (…) وتوبتنا إليه من التنظيمات التي قاتلت الدولة وناصبتها العداء».
كما اعلن التبرؤ «من المجالس العسكرية والثورية وهيئة الأركان والائتلاف» الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية. واضاف «قررنا إعلان البيعة للدولة الإسلامية ولخليفة المسلمين أبي بكر البغدادي، علماً بأننا لسنا مسؤولين عمن يخل أو يحاول الإخلال بهذا الاتفاق ومحاسبته إن أمكن».
وتم التداول على مواقع التواصل الاجتماعي بشريط آخر اعلنت فيه «عشائر مدينة العشارة والقرى المجاورة لها ومنها سويدان الجزيرة وسويدان شامية ودرنج، وجميع الفصائل المتواجدة في هذه المناطق من جيش حر وأحرار شام وجبهة نصرة»، الامر نفسه.
وقال البيان ان «ابناء القرى المذكورة من الجيش الحر (…) تطلب من الدولة الإسلامية انتداب شرعيين للتبين في بعض الأمور، وإن كافة مقاتلي هذه الفصائل ملتزمة بيوتها، وتبرأ إلى الله من مقاتلة الدولة الإسلامية».
وكان فصيل جبهة النصرة في مدينة البوكمال اعلن الاسبوع الماضي مبايعته لـ «الدولة الاسلامية» التي تمكنت من احكام سيطرتها على المدينة.
ولم تعلن جبهة النصرة التي تنادي ايضا باقامة دولة اسلامية، على مستوى قيادتها (ابو محمد الجولاني)، اي موقف من اقامة «الخلافة».كما لم يعلق تنظيم القاعدة على ما حدث.
وكان زعيم القاعدة ايمن الظواهري اعلن في الماضي ان جبهة النصرة هي الذراع الرسمي لتنظيم القاعدة في سوريا، ودعا «الدولة الاسلامية في العراق والشام» بزعامة البغدادي الى التركيز على العراق.
وكان فصيل جبهة النصرة في مدينة البوكمال الحدودية مع العراق اعلن الاسبوع الماضي مبايعته لـ «الدولة الاسلامية» التي تمكنت من احكام سيطرتها على المدينة وربط مناطق سيطرتها في سوريا بتلك التي سيطرت عليها خلال الاسابيع الماضية في العراق.
وطالبت 11 مجموعة مقاتلة في شمال سوريا وشرقها امس الأول الائتلاف الوطني بدعمها بالسلاح والتعزيزات بسرعة لمواجهة «الدولة الاسلامية» تحت طائلة القاء السلاح وسحب مقاتليها «مرغمين».
القدس