د دداه محمد الأمين الهادي
بزغ نجم رجل الأعمال محمد/بعماتو بشكل ملفت في عشرية معاوية/الطايع الأخيرة، فكنت كلما رأيت ولد الطايع في زيارة للداخل الموريتاني ترى بعماتو مطمئن الجلسة إلى جانبه، أو في محاذاته في الصف الأول من صفوف المقاعد الأمامية، وكان مفهوما للعموم أن رجل الأعمال بعماتو مدعوما من قبل شقيق ولد الطايع/ أحمد/الطايع، الذي يشاع أنه هو الممول الحقيقى، والداعم لولد بوعماتوآنذاك، "ففي فاتح يناير 2005 كان رصيد أحمد ولد الطايع فى –بنك بعماتو-GBM يقدر ب 2.437.000.000" بحسب موقع الديار.
وأحمد/الطايع كان رجل أعمال يحرك مسرح المال يمنة ويسارا في الخفاء، خوفا –ربما- من أن يفطن الناس إلى الحظوة، التي نالها في الدولة الطائعية، دولة أخيه، وهو صاحب رخصة بيع سجائر "المارلبورو" غالية الثمن، وهو صاحب عقارات كثيرة في الوطن، ومساهم كبير في رأس مال الكثير من الشركات والبنوك.
وقد ذكر موقع الديار الموريتاني قصة أحمد/الطايع، ومحمد بوعماتو في سيرة ذاتية تتحدث عن الأخير، فورد فيها: "حين استند بوعماتو على رجل الأعمال القوي أحمد ولد الطايع لعب بذيله، ولم يترك مجالا يدر ربحا إلا وعمل فيه، بغض النظر عن من يعمل فيه، ولو كان ابن عمه، ففى التجارة لا يوجد إلا قريب واحد هو الربح، وحين رأى رواج سجائر مارلبورو، والتي كان يحتكر تمثيلها ابن عمه محمد الأمين ولد المامي، وشركة أهل عبد الله " MAOA " صور بوعماتو فيلما وجلب وثائق تثبت فشل الممثلين فى الترويج، واستخدامهم سيارات الشركة فى أغراضهم الخاصة، وأنهم لايقيمون ترويجا ناجعا، وقام هو بحملة دعائية كبيرة فكان يأتى إلى صاحب الدكان، ويصبغ دكانه بألوان مارلبورو ويعطيه بعض الأقمصة والقبعات والولاعات وأكياس مارلبورو،فأصطبغت العاصمة بألوان مارلبورو وحظي بوعماتو باستقبال رسمي من " فيليب موريس "، وأسس عيادة " طب العيون " بتمويل جزئي من شركة مارلبورو، التى تخصص جزءا من ريع تجارتها عالميا لبناء مصحة لتخصص معين، وكان الرمد الحبيبي منتشرا فى المنتبذ القصي فقررت الشركة إنشاء عيادة لطب العيون، وقد لقيت العيادة دعما كذلك من إسبانيا ".
ولد الطايع-معاوية في استقبالات شعبية نظمت له ذكر بعماتو، وأنزله منازل التشريف والتكريم، ودارت الأيام، وانقلب الدهر، فأصبح معاوية الخير –كما يلقبه محبوه- في المنفى بقطر، وقد اصطحب لها يمنه، و طالع حظه المبتسم، فكانت تتبوأ قيادة العرب بشكل أو بآخر، وتتقدم التغيرات الحاصلة في خارطة العالم ككل، والعالم العربي بالخصوص، ونالت حظوة اختيارها لاستضافة كأس العالم في 2022، لكأن ولد الطايع حمل إليها زمن السعد في خطواته على أديم أرضها، وهو المعروف الموصوف المنعوت عند أبناء وطنه بـ "لغظف"، المرادف للميمون باللغة العربية.
وعاش الوطن بعد الطائعي في حكامة رؤساء جدد، كلهم كانوا من جماعة ولد الطايع في مرحلة سابقة، فأعل/محمد فال مدير أمنه، وسيدي/ الشيخ عبد الله شغل في عهده منصب وزير للمياه والطاقة، ثم حمل حقيبة وزارة الاقتصاد والصيد البحري، ويعد ضاربا فيما قبل الطائعية، فكان في حكومة السبعينات وزيرا للدولة مكلفا بالاقتصاد مع المؤسس المختار/داداه رحمه الله رحمة واسعة، أما الرئيس الحالي محمد/عبد العزيز فكان بمنزلة السمو، وكان بمثابة آمر حرس القذافي، كان يتولى كتيبة الحرس الرئاسي في زمان معاوية.
وفي فترات ما بعد معاوية كان بعماتو نشطا، وكان داعما أساسيا لدولة أقاربه، التي بدأت من الانقلاب على ولد الطائع، وظهر أكثر في انقلاب محمد/عبد العزيز على سيدي/الشيخ عبد الله، فمول، وفرض بكل قواه المالية على الموريتانيين انقلاب عزيز، الذي كان يسمى حركة تصحيحية، وجعل "أولاد لبلاد"وغيرهم يعتلون المسرح دعما لمن اختاره رئيسا، وفي العالم ككل يعرف التزاوج بين السلطة والمال، فرجال الأعمال يتوحدون مع الأنظمة من أجل مصالحهم المالية.
دور بعماتو كان مفهوما نوعا ما للعموم إذا تمت مقارنته بطبيعة حكم الطائع، فالدولة الطائعية قامت على خلاصة رأي الإمام الشافعي المعبر عنه في الشعر، فبرغم أخطائها الجسام ظلت معقولة، إذ حرص رجال الأعمال من أقارب معاوية على تلطيف الجو العام بالإكراميات والهبات والعطايا، التي وإن كانت في معظمها بشكل مباشر أو غير مباشر أخذت من مال الدولة إلا أن المواطن وجد منها شيئا، خفف وطأة البؤس والعوز، وجعل وتيرة الحقد على ولد الطايع وقبيلته في تراجع دائم.
بعماتو كان سيلعب الدور ذاته، لا سيما أنه يعرف بين عارفيه وعماله بالسماحة –معهم-، ورأي الشافعي الذي أشرنا له هو:
وإن كثرت عيوبك في البرايا – وسرك أن يكون لها غطاء
تستر بالسخاء فكــــــــل عيب – كما قد قيــل يستره السخاء
ونعم الرأي ...
كان بعماتو –ربما- يحلم بغد أعرض ابتسامة من ماضيه في العمل سويةمع صديقه ورفيق دربه أحمد/الطايع، فبرنامجه –كما يرى بعض المحللين- انبنى على أن عزيزا سيكون معاوية، ولن يكون هو إلا أحمد شقيق معاوية، وسيكون بدل رجل الأعمال المستفيد من وساطات رجل الأعمال شقيق الرئيس، المختفي عن الأنظار، سيكون هو الجامع بين الحسنتين، فهو رجل الأعمال، وهو قريب الرئيس، وستفتح له الدنيا أحضانها زيادة، ولكن الرياح جرت بما لا تشتهي سفن بعماتو.
الرئيس الجديد محمد/عبد العزيز تكلم عن مؤسسات بعماتو، ورآها سببا أساسيا للفشل الوطني، حيث أتت على الأخضر واليابس بحسبه في مجتمع فقير أصلا، وعرض الرئيس في هذا الإطار للفوائد الكبيرة، التي يفرضها بنك بعماتو على شركة الكهرباء الوطنية، كما تعرضت الدولة بالكثير من الضغوطات للبنك المشار له، وكان بعماتو قد هجر الوطن فارا من رئيس خافه على ماله ونفسه على ما يبدو، وأصبح خائفا يترقب، وأبدله الرئيس برجال أعمال شباب من أقارب الرئيس-إن خؤولة وإن عمومة- صاروا بمثابة أحمد/الطايع، هم أفيل/اللهاه، لعمر/ودادي، إضافة لأهل غده، تلك الأسرة التي ظهرت في زمن معاوية، واكتملت كرامتها في زمن عزيز.
ولا تخفى على أحد الصعوبة التي يصادفها من يحاول أن يكون "بعماتو" في المال والأعمال، حيث أن الرجل يعد مثقفا، وسبق له أن كان في قطاع التعليم، في السنوات التي سبقت ولوجه لعالم الأعمال، ما يعني أنه كان على دراية واطلاع واسعين على المعرفة والعلم والثقافة، حيث أن جيله تلقى تعليما جيدا، إما على يد الفرنسيين، أو على يد المعلمين والأساتذة الأوائل، الذين كونتهم فرنسا، وبالتالي كان لدى "بعماتو" استعدادا معرفيا مسبقا، ساعده في مجال الأعمال إلى جانب الحظ، ولم يكن لاهيا، ولا ساهيا، ولا غائبا في أماكن الترفيه والدعابة، ينتظر مستقبلا يصنعه له الآخرون، بل إنه كان يعمل ليكون هو هو بما هو عليه اليوم.
بعماتو لم يستسلم للأقدار –على ما يبدو-، وكان في رسالة له في قضية بنكه-ج ب م- قد أكد أنه سيحارب بكل ما أوتي من قوة، ولن يرضخ لما يسميه ضغوضات الرئيس محمد/عبد العزيز، الذي –يرى المتابعون- أنه يشن حملة شعواء عليه، ويصر إصرارا على تخليص البلاد والعباد من ويلاته، التي أشار لها في أكثر من خطاب، معلنا بشكل رسمي مواجهة مفتوحة مع الموصوف إعلاميا بحليفه السابق، وممول حملاته بالملايير، الذي كان ينتظر منه ردا للجميل، وانقلب له عدوا شرسا-حسب الشائع في الإعلام-، عدوا يخلط بين النفوذ والمال، ويتحكم في شرايين الدولة-المتنازع عليها.
وبرغم أن محمد/عبد العزيز كان رجل المفاجآت الكبيرة منذ توليه مقاليد الأمور في بلاده، إلا أنه ضبط النفس كثيرا في قضياه مع بعماتو، فأرسل للسجن رجال أعمال من أصهاره، في سابقة من نوعها في بلد يسرق رجاله من أجل أصهارهم، ليثبت للعموم من خلال سجن رجال الأعمال آنذاك أنه لن يستثني مفسدا، ولو كان صهرا، ولكن قريبا .. ربما ...
وما إن وجد ثالوث الأصهار نفسه في السجن بسبب الحرب على الفساد حتى قامت المظاهرات منددة ومتوعدة، ودخلت البلاد في فترة احتقان لا نظير لها، واليوم يصل محمد/عبد العزيز إلى طريق جديد، فيسجن رجل أعمال شهيرفي قضية "موريس بنك"، لكن المحير في قضية بعماتو أنه حين كان في الوطن لم يسجن بسبب الفساد، وحين فر للخارج ظلت المشاكل بينه مع ولد عبد العزيز في حدود المقبول، وإن سجن "ولد الدباغ" في قضية بنك بوعماتو، وربما على بعماتو أن يقدر للرئيس محمد/عبد العزيز شيئا محسوسا من اللطف في معاملته له، فعلى الأقل ما زالت بعض مؤسساته تعمل، وتركت له فرصة النجاة بنفسه.
ترك الحبل على الغارب في كثير من أعمال بعماتو، وعدم تصفية أعماله بشكل قاس، جعل العموم يرون مشكل بعماتو والرئيس مصطنعا حينا، وحينا يرى البعض أن التدخلات القبلية بين الرجلين تفرض طابعا من الانضباط لما تلقاه من تجاوب من الإثنين، الذين في النهاية يعيان أهمية التوحد في وجه الحملات، التي يشنها الغاضبون مما يسمى نهب المال العام، وتكوين "أوليغارشيا" من أقارب الإثنين، مدعومة من قبل "طرابلسية" لا تبقي ولا تذر، ولا تجود بالإكراميات كالعترة الطائعية.
قضية بعماتو تتلاقى مع قضية الرئيس الأسبق أعل/محمد فال، الذي برغم هجماته الشرسة على ولد عبد العزيز وبعض حاشيته ظل نائيا عن المساءلة، وعن توجيه العدالة صوبه، ما جعل الرأي العام يضع فرضيات أساسية أهمها الآتي:
- لدى اعل ملفات حساسة، وبإمكانه توريط وفضح النظام القائم حول ملفات فساد، واستغلال للنفوذ والسلطة، وهو ما يفرض على النظام ترك ولد محمد فال يعربد كما يحلو له، ما دامت عربدته الكلامية في السياسة أفضل من حديثه في ملفات، يعلم عنها ما يمكن أن يخلق ثورة، أو امتعاضا شعبيا كبيرا.
- أعل ولد محمد فال كبعماتو قريب الرئيس، وليس من الوارد أن يحيل قضياه للعدالة، ولو كان من قبيلة أخرى لكان قبع خلف القضبان، كما حدث، ويحدث حاليا لولد مكيه، وحدث لقريبه في فترة أعل/محمد فال نفسه، فقبع زيدان/أحميده آنذاك وراء القضبان، وآنذاك قبع عبد الرحمن/لكور ولد يحي خلف القضبان أيضا، وتم وضع حد للكثير من طموحاته.
- لا يمكن لمحمد/عبد العزيز كفران فضل من جعله ينال الوظيفة يوما بوساطة جسيمة، وينتمي معه لنفس العائلة، وهو في النهاية ظهره وظهيره، وهذه فيها إن ...، لأن ولد عبد العزيز سجن أشريف/عبد الله، الذي يقال أن له أياد بيضاء بالكثير من الإكراميات على محمد/عبد العزيز، وصهره ماء العينين/النور، أم ربما لا تصان الكرامة عند الرجل إلا لأهله الأقربين.
واليوم تطفو على السطح من جديد قضية بوعماتو وعزيز، فيظهر شريط مسجل من قبل فرقة وطنية تسمى "أولاد لبلاد" ينتقد نظام محمد/عبد العزيز وشخصه انتقادا لاذعا، ويعنونه أصحابه بـ "كيم"، التي تعني في لغتنا العربية الفصحى "إرحل"، وتتماشى مع أساليب الربيع العربي، حيث كانت في تونس تكتب على اللافتات، أحيانا بالفرنسية degage، وكتبوها بالانجليزية في مصر إبان الثورة go out Mubarak.
وعلى بساطة القضية فإنها صعبة جدة، وفكرة بديعة مبدئيا في جعل الأفكار مطروحة بين العامة، ففي كل بيت، وكل رواق وزقاق، وكل سيارة، وكل هاتف محمول تسمع صوت الفرقة، وتنتشر الأغنية بين الأطفال الرضع، كما تنتشر بين الشيوخ الركع، ويثار حولها الكثير من اللغط.
وقد طالعتنا المواقع الالكترونية، والإذاعات على الكثير من الأحاديث والشائعات حول شريط أولاد لبلاد المتضمن للإساءة لرئيس البلاد، لكن لم تتكشف خيوط اللعبة بشكل يظهر فيه تحميل المسؤولية لبعماتو إلا مؤخرا، حين ظهر مسؤول الإعلام في إحدى الوزارات، وهو مسؤول في حزب الإتحاد من أجل الجمهورية، ظهر في مقر لجنة شباب الحزب في مؤتمر صحفي، يبدو أنه أعد خصيصا للحدث، وصرح بأن بعماتو يتحمل المسؤولية في تشويه صورة صاحب القرار، وأنه كان يقف خلف استصدار الأغنية الملعونة.
ولد حرمة-محم، -وأسميته حرمة-محم لما رأيته من تقليده في خرجته الإعلامية لأستاذه سيد محمد/محم-، كان واضحا وصريحا في اتهامه لبعماتو بالضلوع المباشر في جريمة المساس بهيبة وسمعة رئيس الجمهورية، وبدا في اللقاء "متواثقا" من نفسه، ولم يكن واثقا من نفسه تماما، وكان يلتفت يمنة ويسارا، ويتهيأ بهيئة المدافع الشرس عن حياض صاحب القرار الأول، ويحاول إقناع العموم بأنه متصوف في محبة الطلعة البهية، لكن العموم يتذكرون الأب المؤسس المختار/داداه، ومنهم من قرأ مذكراته، وفيها أنه في سجن ولاته سمع في الراديو أصوات من كانوا معه لسانيا في السراء والضراء، سمعهم يقولون لسلطة الانقلاب أنها كانت صائبة، وخطوتها حكيمة، وجاءت في محلها، وقرأ نصا من الموروث الشعبي يقول: " أحمد ذاك الجاكم- فات أكبلكم جان- واسو عاد أمعاكم- واسو عاد امعان "، وطبعا محمد/عبد العزيز صعب على الكلمات والأفعال.
بوعماتو في الذاكرة الشعبية المحكية يعد آية في السماحة والكرم، ما يخفف من وطأة الشعور الشعبي اتجاهه بأنه رجل أعمال، في وطن ينظر لرجال الأعمال بدونية وازدراء، إن لم يكن في الظاهر، ففي كثير من خفايا النفوس، حيث تعود المجتمع على جشع الرأسمالية المحلية، فأثرياء الوطن على كثرتهم قليلا ما تذكروا أن يجودوا ببعض فضائل الجاهلية من كرم الضيافة والشهامة والإيثار والعفو عند المقدرة، فالرأسمالية الوطنية بشعة ومتوحشة، وبعماتو على الأقل فتح مستشفى وطنيا فريدا من نوعه للفقراء، يداوي مشاكل البصر، ويقدم الكثير من الخدمات مجانا للعموم، ولا تقل لي: ذلك عمل فيليب موريس، اليهودي مالك شركة مارلبورو، فشركات كثيرة ليهود وعرب ونصارى وأتراك ومجوس قدمت معونات للشعب، فلم تصل، ولن تصل، هذا على افتراض أن مستشفى العيون لليهودي المشار له، وإذا كان له فنطلب من كل من يريد شريكا وطنيا أن يأتي عن طريق بعماتو، عسانا نحظى بمدرسة أو مستشفى أو مساعدات عينية أو تقسيمات أو إكراميات، فرجال أعمالنا لم يوصلوا شيئا للعموم على غرار مستشفى العيون، ولم يقيموه على أديم أرضنا الطاهرة، وهنا أتذكر أن الرجل نفسه –بعماتو- تبرع ببناء ثانوية لقرية "اتويزكت" في مصيف، زار فيه صديقه أحمد/الطايع في الداخل الآدراري، ورجال الأعمال عندنا قليلا ما تنبهوا لهذا النوع من الهبات والمساعدات أو "السياسات".
ومن المرجح عند كثيرين أن أولاد لبلاد -وهم فرقة نشطت في حملات محمد/عبد العزيز السابقة- ما دفعهم لإنتاج شريطهم القاسي هو إكراميات بعماتو، وهداياه، وهم معذورون في ذلك في ظل مطالعة التلفزات الوطنية على اختلافها –لنا- على حالات إنسانية باتت تنتشر بسرعة، أبطالها أسر خانها الزمن، وعضها ناب الفقر المستأسد في البلاد، وناره المشتعلة، والتي قد لا يكون وراءها الرئيس محمد/عبد العزيز، بقدر ما تقف وراءها غزوات الفساد الناجحة، التي انهكت خزينة الدولة، ووضعت شركات كبرى على شاكلة اسنيم وسوملك على حافة الانهيار، والرئيس على ما يبدو مجد في محاولاته لارجاع ما ضاع من جيوب دافعي الضرائب، ولم يجده الوطن.
وتأسيسا على ما سبق يمكن أن نطلب من رجال أعمالنا استكمال ما بدأه بعماتو، فعلى أحدهم فتح "مستشفى الآذان"، وعلى آخر فتح "مستشفى الأنوف"، ويتبرع ثالث بـ "مستشفى الألسنة"، فيما يفتح رابع "مستشفىاللمس "، ونكون على الأقل استكملنا مستشفيات الحواس الخمسة، وفق تصنيف الفيلسوف اليوناني آرسطو، ويكمل باقي الأبناء رحلة التبرع للوطن في مجال الصحة، أو مجالات أخرى، ونثني –هنا- على سعي الدولة لبناء مستشفيات جديدة، لتوظف أموال الشعب في مصلحته.