ربطت دراسة بريطانية جديدة بين اتباع نظام غذائي عالي الدهون ووجبات سريعة وحدوث تغيرات سلبية في الأنف.
وأظهرت تجارب أجريت على اشخاص تناولوا مأكولات مشبعة بالدهون تراجع كفاءة حاسة الشم لديهم وقدرتهم على التعرف على عدد من الروائح المعينة بعد تراجع نشاط 50% من خلايا المخ المسئولة عن تفسير وتحليل الإشارات.
وهو ما يؤكد التأثير السلبي للنظام الغذائي المرتفع الدهون على صحة الإنسان وحواسه.
وتظهر النتائج التي نشرت في مجلة "العلوم العصبية" أن الحمية قد تؤثر على حاسة الشم بصرف النظر عن الوزن.
وقال الدكتور "نيكولاس ثيبو" أستاذ السمنة في جامعة "فلوريدا" أن النتائج المتوصل إليها تفتح الكثير من الاحتمالات لأبحاث السمنة.
وهذه المرة الأولى التي تمكن فيها الباحثون من إثبات الصلة القوية بين النظام الغذائي السيئ وفقدان حاسة الشم.
وقال باحثون في وقت سابق ان بامكان الحكومات الابطاء من التفشي المتزايد للبدانة او وقفه اذا طبقت مزيدا من الاجراءات في السوق العالمية للمأكولات السريعة مثل البرغر ورقائق البطاطس والمشروبات الغازية.
واشارت دراسة نشرت في نشرة منظمة الصحة العالمية الى انه اذا اتخذت الحكومة اجراء اكثر حزما فبامكانها البدء في الحيلولة دون ان يصاب الناس بالوزن المفرط او البدانة وهي حالات لها عواقب خطيرة على المدى البعيد مثل الاصابة بالسكري وامراض القلب والسرطان.
وقال روبرتو دي فوغلي من جامعة كاليفورنيا بدافيس بالولايات المتحدة والذي رأس هذه الدراسة "اذا لم تتخذ الحكومات خطوات لتنظيم اقتصادياتها ستواصل اليد الخفية للسوق تشجيع البدانة في شتى انحاء العالم بعواقبها المفجعة على صحة الناس وعلى القدرة على الانتاج الاقتصادي في المستقبل".
وتحث منظمة الصحة العالمية الحكومات على بذل المزيد في محاولة لمنع حدوث البدانة في المقام الاول بدلا من المخاطرة بالتكلفة البشرية والاقتصادية المرتفعة لدى حدوثها.
وتتضمن السياسات المقترحة توفير حوافز اقتصادية للمزارعين كي يبيعوا اغذية صحية وطازجة وعدم تقديم حوافز للصناعات لبيع اغذية مصنعة على نحو مفرط ومشروبات غازية وخفض الدعم للمزارعين والشركات التي تستخدم كميات كبيرة من الاسمدة والمبيدات والكيماويات والمضادات الحيوية وتشديد الاجراءات بالنسبة لاعلانات المأكولات السريعة ولاسيما للاطفال.