صدور الأعمال الكاملة للرئيس السينغالي سينغور بالعربية

ثلاثاء, 2014-07-29 12:10

صدرت مؤخرا ترجمة للمجموعة الشعرية الكاملة للشاعر السينغالي ليوبولد سيدار سنغور بعنوان «الزنوجة ثلج آخر في اللغة الجديدة» عن الدار التونسية للكتاب أما الترجمة فقد قام بها الكاتب التونسي جمال الجلاصي.

سنغور هو باختصار الشاعر الرئيس فقد كان أول رئيس للسنغال ثم تنازل بمحض إرادته عن الرئاسة مرشحاً (عبدو ضيوف) خلفاً له وهو أديب عالمي وشاعر اعتبره الكثيرون أحد أهم المفكرين الأفارقة من القرن العشرين.

هل يمكن ترجمة الشعر؟

الامر ليس سهلا بالمرة ولكن يبدو أن الكاتب جمال الجلاصي قد خاض مغامرة حقيقية بالإقدام على مثل هذا الفعل إذ ليس من السهل نقل وإعادة صياغة أبيات شعر من لغة إلى أخرى دون أن يكون هناك خلل ما.ومهما كان الأثر سواء شعرا او رواية أو حتى دراسة فالترجمة يطبعها فعل خيانة يُسمح به من أجل معرفة الآخر من خلال طريقة تفكيره ورؤيته للحياة والإطلاع على تاريخه وحضارته.كتقديم لنصه هذا أجمل ما قال الشاعر السنغالي ليوبولد سيدار سنغور عما كتب شعرا «كي أتحدث عن شعري أقول أن كل الكائنات والأشياء التي أكتبها تنتمي إلى مقاطعتي، بعض القوى الضائعة في السباخ الجافة وفي الغابات بين الخلجان والمزارع.. يكفي أن أسميها لأحيا من جديد، في عالم الطفولة».

يأتينا هذا الشعر من أدغال إفريقيا.. يصوّر لنا تلك الحياة على سليقتها ففي الكتاب (مجموعة الأعمال الشعرية الكاملة) تجد المجموعة الاولى «أغنيات الظل» التي فيها الذكرى وآليات المذهب والإعصار وامرأة سوداء إلى الموت وتحرير.أما في المجموعة الثانية التي عنونت «بقرابين سوداء 1948» فيمكننا أن نذكر مثلا قصائد بعنوان «أثيوبيا» و«بأس متطوع حر» و«صلاة الكشافة السينغال».في المجموعة الثالثة التي حملت عنوان «معسكر 1940» نجد قصائد بعنوان «اغتيالات» و»نساء فرنسا» و»أغنية ربيع» و»صلاة السلم».«أثيوبيات» هو عنوان المجموعة الرابعة وفيها «الإنسان والوحش» و»كونغو» و»الغائبة» و»إلى نيويورك».كما نجد مجموعة قصيرة فيها أربعة قصائد فقط تليها المجموعة السادسة بعنوان «ليليات 1961» التي من بين القصائد نذكر «أغنية مريد» و«مرثيات» و«رثاء الحنين».في الكتاب كذلك مجموعات أخرى جمعها المترجم في إصدار واحد كي تكون لمن يهمه أمر هذا الشاعر دراية شاملة على مجمل ما كتب السينغالي سنغور وهي على التوالي «قصائد متنوعة» و«رسائل البيات الشتوي» و«مرثيات كبرى» و«قصائد ضائعة».

في المجموعة الشتوية الكاملة للشاعر سنغور نجد تقريبا جل المواضيع التي يمكن أن يتطرق لها أي شاعر فمثلا تحتل الذكرى والحنين مساحة هامة من تفكير وأشعار هذا الشاعر والتي حاول الكاتب جمال الجلاصي صيغتها بأمانة قدر الإمكان كما نجد أن الطبيعة الإفريقية مبثوثة في جل أشعار سنغور بالإضافة إلى الاعتزاز باللون الأسود وبالمرأة السوداء حين قال «يا امرأة عارية، يا امرأة سوداء ترتدين لونك الحياة.. شكلك الجمال.. كبرت في ظلك رقة يديك تعصب عيني»وفي أشعار سنغور المترجمة هناك إدانة واضحة للعنصرية وانحياز الشاعر لعنصره وتصوير البيض على أنهم أهلكوا حياتهم، كما تحدث عن الأقنعة التي يلبسها البشر من أجل التعايش أو العيش بأقل وحشية. في الكتاب كذلك عدد من القصائد القصيرة التي تقترب من «أمثال» الأولين كأن يقول «نعم يعجبني كل ما ينتمي إلى المايا.. السجن الذي أبحث عنه، وجدته»لحب الاوطان كتب الشاعر ليوبولد سيدار سنغور متعهدا أسلوبا رومنطيقيا فيه «أغنيات العصافير» حيث نجد الكثير من الألفاظ مثل «زمجرة العاصفة المبكرة» او السواحل البيضاء لسلام افريقيا» أو أيضا «دون قمر ومواد الرصاص» أيا «إعصار النسور» و»قاصفة العواصم» «جنتي البنية»..قبل نهاية هذه الأعمال الكاملة نلقى مجموعة من «المرثيات» فيها عدد سنغور خصال أولا زوجته كولين ثم مارتن لوثر كينغ وأخرى بعنوان «إلى قرطاج « وهي مهداة إلى روح الرئيس الأسبق الحبيب بورقيبة واصفا إياه سنغور «بالمجاهد الأكبر» كما رثى جورج بومبيدو وأخرى إلى ملكة سبأ بألتي كوو بالفونغ.

راضية عوني
مراسلون