في دورة طارئة للمؤتمر الوطني لحزب الاتحاد من أجل الجمهورية تم انعقادها إثرالدورة الاستثنائية للمجلس الوطني للحزب مساء السبت 06 سبتمبر 2014 بفندق اطفيلة في العاصمة انواكشوط ، قرر المؤتمرون انتخاب قيادة جديدة للحز، حيث تم انتخاب
النائب البرلماني السابق عن حزب الاتحاد والوزير السابق للاتصال والعلاقات مع البرلمان الاستاذ سيدي محمد ولد محم رئيسا جديدا للحزب في حين تم انتخاب الوزير السابق والمهندس اجيه ولد سيداتي لشغل منصب النائب الأول لرئيس الحزب ، كما تمت إعادة انتخاب كل من السيدة خدجة مامادو اديالو نائبة ثانية لرئيس الحزب ، والسيد عمر ولد معط الله أمينا عاما للحزب ، والسيد محمد ولد حنين أمينا عاما مساعدا للحزب.
وبعيد انتخابه رئيسا جديدا للحزب ألقى الاستاذ سيدي محمد ولد محم خطابا هاما استعرض فيه أبعاد الظرفية العامة التي تمر بها البلاد والتي يأتي في خضمها انتخابه رئيسا رابعا لحزب الاتحاد من أجل الجمهورية ، وقال : " الأخوات والإخوة المؤتمرون بين غمرة السرور بثقتكم التي منحتموني، و ثقل وجسامة المسؤولية التي أنطتم بي ، أتقدم إليكم ببالغ الشكر والامتنان راجيا من الله التوفيق و منكم الدعم والمؤازرة، شاكرا لسلفي و لرؤساء الحزب الذين سبقوني في تحمل هذه المسؤولية عظيم ما بذلوه من جهد و عمل صالح في بناء صرح الاتحاد من أجل الجمهورية قوةً حزبية وتشكلة سياسية تحظى بثقة وانتماء أغلب الموريتانيين.
وكما تعلمنا من الرئيس المؤسس الأخ محمد ولد عبد العزيز ، وعلمنا أن نكون دائما للجميع، فإنني أؤكد لكم وأعدكم بأنني سأكون في خدمة كل المنتسبين لهذا الحزب وكل الداعمين لهذا المشروع أيا كانوا و أينما كانوا،.
ولذلك فإنني أغتنم هذه الفرصة لدعوة كل المناضلين والفاعلين والنشطاء السياسيين في كل المواقع، أن يتجاوزوا كل خلافاتهم الثانوية، وأن يكونوا يدا واحدة ورافعة قوية لمشروع النهضة الوطنية الذي يقوده الرئيس المؤسس الأخ محمد ولد عبد العزيز في مواجهة التخلف والفقر والجهل والمرض، وتأكدوا أننا كحزب لا نستطيع أن نقدم للناس صورة ومثلا نحن عاجزون عن تجسيده سلوكا حيا بيننا.
إن علينا أن ندرك عمق انتمائنا الضارب في التاريخ، وبأننا أبناء أمة عظيمة، وحملة رسالة خالدة للعالمين، لذلك ومن أجل ذلك نحن نعمل ونناضل بكل ما لدينا من قوة،، وعلى تلك القاعدة تقوم مبادئ حزبنا وقيمه ومثله، ونحن اليوم أحوج ما نكون إلى استلهام هذه الروح النضالية و الرسالية، التي هي الطاقة الدافعة لكل عمل يراد له البقاء، كما أنبه جمعكم الكريم هذا ومن خلاله أنبه كل مناضلي الحزب إلى خطر الروتين والبيروقراطية و التماهي مع الإدارة الذي يدفعنا إليه موقعنا كحزب حاكم.
إن على مناضلينا الموجودين في مختلف مرافق الدولة وخصوصا وزراؤنا في الحكومة أن يدركوا أنهم ليسوا مجرد موظفين عاديين، بل هم أصحاب رسالة وساسة ومناضلون حزبيون، يقومون بواجباتهم الحزبية في خدمة الناس والبلد، ويجسدون رؤى وفكر الرئيس المؤسس وطموحه لما يريد لهذا البلد أن يكون عليه، ولذلك فإن عليهم كحزبيين أن يكونوا دائما أكثر قربا من الناس و أكثر تفانيا في خدمتهم، مما يضمن وفاءهم والتفافهم حول هذا المشروع حتى ونحن خارج الحكم والسلطة.
إن بلدا كبلدنا بثرواته الهائلة وموقعه الإستراتيجي وإسهامه في الحضارة الإنسانية وقدرات أبنائه الذين أضاؤا بالعلم والحضارة كل غرب إفريقيا و كل فضاء الساحل، وحملوا الحضارة إلى عمق أوروبا، يشكل بقاؤه تحت نير التخلف والجهل إهانة لنا كشعب، وذلة لنا كأجيال تملك من وسائل النهوض ملايين المرات أضعاف ما ملكه الأجداد.
كما أن علينا جميعا قيادة ومناضلين أن ندرك بأن مقتضيات الوثيقة الدستورية و إن كانت تمنع رئيس الجمهورية من رئاسة أي تشكيل سياسي أو قيادته، فإنها لا يمكن بحال من الأحوال أن تشكل لدينا مانعا من استلهام رؤية الرجل وفكره وإرادته في النهوض بهذه الأمة من سباتها عبر انحيازه للفقراء و المستضعفين ومحاربته للفساد والمفسدين، وعمله الدؤوب لبناء القدرات الذاتية للإنسان الموريتاني، وبالتالي فجدير بهذه السانحة أن تشكل فرصة لتعزيز التواصل بين كل مناضلي ومناضلات الحزب والرئيس المؤسس ليس بوصفه رئيسا للجمهورية أو رئيسا سابقا للحزب فقط، و إنما بوصفه منظر هذا المشروع الوطني ورائده واللبنة الأولى في بنائه، ومن معينه وإنجازاته الشاهدة على أرض الواقع نراكم ونكثف فعل النهضة العاصم بوعيه من الارتداد و النكوص إلى الوراء.
الأخوات والإخوة المؤتمرون ، إن تكريس الديموقراطية كأرقى نموذج لإدارة الدولة وسياسية الناس يتطلب تجسيد التوازنات المؤسسية الضرورية لذلك، فنشر الثقافة والمسلكيات الديموقراطية في واقع ظل يطبعه الاستبداد والأحادية قرونا، لهو أمر محفوف بالكثير من المعوقات الموضوعية و المفتعلة أحيانا، لكنه ممكن بل وضروري لا غنى عنه إطلاقا، لذلك فإن علينا أن نعزز بناء الأغلبية بتعزيز صفوف أحزابها والدفع بها إلى تحقيق الأهداف والقيم المشتركة التي وضعها الرئيس المؤسس في احترام كامل لقواعد الاختلاف و التنوع والتعدد.
كما نمد يدنا وبقوة إلى كل أطياف المعارضة الوطنية معلنين استعدادنا المطلق لمد جسور الحوار والتعاون معهم، على قاعدة صلبة و مستديمة، منبهين إلى أننا وبقدر ما نؤمن بالأهمية البالغة للمعارضة في الأنظمة الديموقراطية كسلطة رقابة وشريك وطني، فإننا في نفس الوقت نؤمن بأننا وبقيادة رئيس الجمهورية المنتخب ديمقراطيا، نمارس السلطة في هذا البلد بتفويض وتكليف من الشعب الموريتاني، وفي هذا فنحن لا نملك أن نخون أو نتنازل عن أمانته وتكليفه، إلا أننا وعلى هذه القاعدة مستعدون للتحاور الجاد والبناء من أجل الوصول إلى كل ما يقوي من وحدة الموريتانيين وتلاحمهم وتعزيز وتطوير منظومتهم السياسية بمشاركتهم جميعا دون إقصاء أو استثناء.
وفي نفس الوقت نرفض وندين بكل قوة دعوات الانفصال التي صدرت مؤخرا عن جهات وأفراد قلائل لا يمثلون إلا أنفسهم، كما ندين بنفس القوة كل فعل أو دعوة يمسان من تماسك الشعب الموريتاني أو من وحدة أراضيه أومن مبدأ المواطنة كقاعدة وحيدة للدولة الموريتانية، ندين من قام بهذا الفعل ومن باركه أو حضره.
الأخوات والإخوة المؤتمرون، إننا إذ نذكر بقوة بما حققته بلادنا في ظل المأمورية الأولى لرئيس الجمهورية من إنجازات ونجاحات على المستوى الوطني والدولي، فإن علينا أن نعمل بروح لا تعرف الكلل لتحقيق برنامج المأمورية الثانية، ومضاعفة الإنجازات والنجاحات، واعتمادنا بعد الله في ذلك على القوى الحية في هذا المجتمع : على الشباب والنساء ، وهي فرصة لإيصال رسالة جادة وواضحة عبر عنها الرئيس المؤسس أكثر من مرة تقتضي ضرورة الدفع بالشباب والنساء إلى واجهة العمل الوطني ومكان الصدارة منه، وأن نجعل من ترشيد وتجديد هذا العمل ضامن استمراره.
أؤكد لهم أن كل الأبواب والمواقع في الحزب مشرعة أمام الشباب والنساء، لذلك فإنني أدعو هاتين الفئتين إلى مضاعفة الجهد، وتحمل المسؤولية بقوة، من أجل بناء هذا البلد، و تشييد صرح الإتحاد من أجل الجمهورية صرحا موريتانيا لكل الموريتانيين. مرة أخرى أكرر بالغ شكري و عظيم امتناني ، والسلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته".