ان التعليم من القطاعات المعقدة والصعبة في التسيير بسبب ضخامته وتنوع طبائع العاملين فيه وتنوع توجهاتهم ومشاربهم وهمومهم ولذا من الصعب أن تجد. من ينجح في قيادة سفينته والوصول بها الى بر الامان بدون انعكاسات سلبية .
ولكن ولله الحمد من الله على الولاية الجنوبيه في السنة الماضية بتعيين مدير جهوي متميز هو السيد / اباتن ولد عروة الذي بث روح الامل في نفوس العاملين في القطاع في الولاية في أول لقاء جمعه بجميع فئات ومكونات الأسرة التربوية وحرص منذالبداية على خلق جو أخوي وعملى بين جميع الفئات بدون ان ينسى او يتناسي مصلحة العمل أو تكون تلك التحسينات على حسابه .
ولذا قاد القطاع بنمط جديد واسلوب غير معهود في السابق وفي وقت قصير وجد نفسه ملتفا حوله جميع مكونات الاسرة التربوية بدون استثناء من العامل البسيط والحارس المسكين الى هرمها ( المفتش) ولكن لم يكن هذا الالتفاف والرضي الغير مسبوق صدفة بل كان نتاج قرارات واجراءات مدروسة وعادلة في حق العاملين وتصحيح بعض الاخطاء في نمط التسيير فقط .
وبتوالى تلك القرارات الجريئة في بعض الأحيان وكل تصب في صالح العاملين بدون أن يكون ذلك على حساب العمل أو له اضرار بالمنظومة التعليمية على المدي القريب او البعيد ومن اهم القرارت اعادة الاعتبار لمديري المدارس وتقديرهم ووضعهم امام مسؤولياتهم ومنحهم الصلاحيات اللازمة لقيامهم بالعمل المنوط بهم واعترافا منه بمكانتهم تم تعيينهم نواب رؤساء مراكز الباكلوريا وشهادة ختم الدروس الاعدادية ( ابريفه ) في المدارس التى يديرونها و تنظم فيها المسابقات المذكورة وكذالك حصر رؤساء مراكز كونكور على مديري المدارس فقط مع منح المتبقي منهم والذي لم يكونوا من ضمن رؤساء المراكز ادراجهم في رقابة المسابقات الاخري انصافا لهم وتعتبر هذه الثقة سابقة في تاريخ الإدارة منذ نشأتها الى اليوم بل كانت بعيدة المنال وذلك لأن المدير معرض للشتم والتحقير في الملإ وأمام طاقمه التربوي والمجتمع في بعض الأحيان و كان ذلك عملا دأب عليه بعض المديرين الجهويين واستباحوا به اعراض مديري المدارس .
و عندما منحت الثقة بالكامل لمدير المدرسة هذه السنة اثبت بتفسه وبجدارة أنه يستحق تلك الثقة وضاعف من جهوده وارتفعت معنوياته انعكست ايجابا وباعتراف الجميع على المسار التعليمي في الولاية الجنوبية ولم تقع أي حادثة سوء تفاهم أو خصومة بين أي مدير وطاقمه أو أي احد من الاباء أو المحيط المدرسي في أي مدرسة اطلاقا بل ساد جو دراسي متميز كل حريص من موقعه على ان يؤدي رسالته على الوجه الأكمل.
بالإضافة الى ماسلفنا سابقا هناك قرارت اثلجت صدور المعلمات التى كن يمتنعن عن حقهن في التمتع براحة الامومةالقانونية بسبب مايترتب عنها من قطع للعلاوات في فترة الاجازة وكذلك تحويلهن تلقائيا من مدارسهن وهذا كان قرارا مزعجا وقاسيا على المربيات عانين منه كثيرا ولذا أخذ المدير الجهوي السبد اباتن ولد عروة قراره الشجاع فور استلامه لمهامه بعدم قطع العلاوات عنهن اطلاقا وكذلك عدم تحويلهن عن المدارس التى كانوا فيها إلابرغبتهن وكان القرار انسانيا بالدرجة الاولى عم صداه في اوساط التعليم ولقي ترحيبا واسعا من الاسرة التربوية والطيف النقابي قبل أن تعتمده الوزارة لاحقا وتعممه.
ومن الاعمال الانسانيةالتى تم القيام بها اهتمامه الشخصي بمرضي العاملين في القطاع و كذلك المتوفين وزيارتهم في منازلهم للاطمئنان عن قرب على صحتهم اوتقديم العزاء لهم تجسيدا لروح التضامن والتازر بين الاسرة التربوية.
اما الوجه الاخر ولايقل اهمية عن ماذكرنا سلفا سياسة (الباب المفتوح)) المتبعة منذ تسلمه للمهام فتح باب مكتبه امام جميع المراجعين أيا كانوا واعطائهم الوقت الكافي لطرح مشاكلهم والاستماع اليهم بتمعن وانصات ومعالجة تلك الطلبات والمشاكل بكل اريحية والبحث عن حلول ممكنة ومرضية لها .
ولكن في ظل التغيير الاخير الذي طرأ على ادارتنا من خلال التحويلات الاخيرة للمديرين الجهويين والتى تم بموجبها تحويل المدير الجهوي المذكور سلفا وتعيين مدير جهوي جديد في الولاية الجنوبيه والتى كانت مفاجئة وصدمة لكل العاملين في القطاع وخلقت ارتباكا غير مسبوق والتخوف مماهو آتى ولكن الامل معقود على المدير الجهوي الجديد لمايتمع به من سمعة طيبة وتجربة رائدة تخوله متابعة مسار سلفه بنفس النهج والاسلوب والمحافظة على ماتحقق من مكتسبات في ظل سلفه خدمة للعملية التعليمية.
ولذا نناشد المدير الجهوي الجديد بالحفاظ على هذا المسار الهادئ والنبيل الذي رسمه سلفه بجهد مضنى وعزيمة صلبة وعدم السماح لبطانة السوء أن تنال مبتغاها وتاخذ طريقها الى الفساد بارائها الهدامة التى لاتريد الخير لا للبلاد ولا العباد بل همها مصالحها الضيقة وتحاول جاهدة وبكل الوسائل ابعاد كل من لايسايرهم النهج أي كل من كان (ناصح امين) ونحن جازمون وبحسب المعطيات ان المدير الجديد له من الخبرة والتجربة مايمكنه من التعامل بكل حزم وصرامة مع كل من لايخدم العملية التعليمية بشكل عام
وفي هذا المقام نؤكد استعدادنا التام للعمل مع سيادة المدير الجهوي الجديد بكل اخلاص وتفانى وتقديم الرأي والمشورة ان طلب منا ذلك خدمة لوطننا الغالى واجيالنا الصاعدة .
وفق الله الجميع لخدمة وطننا إنه سميع قريب مجيب
بقلم / المدير دارى خطاري رئيس رابطة مديري المدارس الأساسية العمومية بنواكشوط