
يواصل الموريتانيون إطلاق مبادراتهم الإنسانية والعمرانية دعماً للأهالي في قطاع غزة، في خطوة تؤكد تضامنهم المستمر مع القضية الفلسطينية في مواجهة حرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني الأعزل، على يد العدو الصهيوني المدعوم بالقوى الدولية الكبرى تتقدمها الولايات المتحدة.
ووسط تواطؤ بعض الأنظمة العربية مع أجندات غربية تسعى إلى تصفية القضية الفلسطينية، يواصل الشعب الموريتاني بكل أطيافه الوقوف إلى جانب الأشقاء في فلسطين، عبر حملات الدعم المالي والإغاثي، والمواقف الشعبية المناهضة للتطبيع.
وأعلن الرباط الوطني الموريتاني لنصرة الشعب الفلسطيني عن البدء في تنفيذ الاتفاقية الموقعة مع الهيئة العربية الدولية للإعمار في فلسطين، والتي تنص على تهدف ترميم 100 وحدة سكنية متضررة جزئياً في غزة، في إطار التدخلات العمرانية التي ينفذها الرباط لدعم الأهالي.
ويأتي هذا المشروع إصلاحاً لما خلفه الدمار الشامل الذي أحدثته آلة الحرب الصهيونية في غزة، وسط أوضاع إنسانية كارثية تجمع بين الجوع والتشريد.
ونظم الرباط الوطني ملتقى خاصًا لعرض مشاريع الإغاثة المقررة في شهر رمضان الجاري لصالح الأهالي في غزة، بحضور شخصيات بارزة من مناصري القضية الفلسطينية، حيث استعرض المشاركون الاحتياجات العاجلة للقطاع، وأهمية مضاعفة الجهود الإنسانية، خصوصًا خلال شهر رمضان المبارك.
كما أطلق المنتدى الإسلامي الموريتاني مبادرة لتكريم أسر شهداء ومفقودي الدفاع المدني في غزة، بالتعاون مع جمعية وجدان الخيرية، تقديرًا لتضحياتهم في عمليات الإنقاذ والإسعاف خلال العدوان.
ويواصل المنتدى تنفيذ مشاريع مخيمات النازحين، حيث أعلن عن اكتمال تمويل مخيم «شنقيط 2» في جباليا، وبدء تجهيز «مخيم شنقيط 3» في بيت حانون، لاستيعاب مئات الأسر المشردة، بتمويل شعبي موريتاني خالص، في خطوة تؤكد رفض مخططات التهجير القسري للفلسطينيين.
وفي إطار رفض التطبيع الثقافي واستنكاراً للفعاليات المروّجة لداعمي للاحتلال، أعلنت المبادرة الطلابية لمناهضة الاختراق الصهيوني والدفاع عن القضايا العادلة «أنه في الوقت الذي تواصل فيه قوات الاحتلال جرائمها الوحشية في غزة، وتتصاعد الدعوات الأمريكية لتهجير الفلسطينيين قسريًا، تفاجأ الشارع الطلابي الموريتاني بتنظيم عرض موسيقي أمريكي داخل إحدى المؤسسات الأكاديمية الوطنية، بتمويل من جهات داعمة للاحتلال».
واستنكرت المبادرة الطلابية لمناهضة الاختراق الصهيوني والدفاع عن القضايا العادلة هذا الحدث، معتبرةً «أنه اختراق ثقافي مرفوض يهدف إلى الترويج لصورة زائفة عن داعمي الاحتلال، في وقت تتزايد فيه حملات المقاطعة ضد الكيان الصهيوني».
ويؤكد الموريتانيون من خلال هذه المبادرات، أن القضية الفلسطينية ستظل حيةً في وجدانهم، وأنهم لن يتخلوا عن غزة وأهلها في معركتهم ضد العدوان والتهجير، في وقت يعجز فيه النظام الرسمي العربي عن اتخاذ موقف حازم تجاه الجرائم المستمرة التي تُرتكب بحق الفلسطينيين.
وفي إطار تقدير الجهود البطولية للعاملين في الميدان، قام المنتدى الإسلامي الموريتاني بتكريم أسر شهداء ومفقودي الدفاع المدني في غزة، اعترافًا بتضحياتهم العظيمة في إنقاذ المدنيين تحت القصف. كما أعلن المنتدى عن اكتمال تمويل «مخيم شنقيط 2» في جباليا، وبدء تجهيز «مخيم شنقيط 3» في بيت حانون، لإيواء الأسر النازحة. هذه المشاريع، التي تمولها المبادرات الشعبية الموريتانية، تمثل نموذجًا عمليًا لرفض مخططات تهجير الفلسطينيين، ودعم صمودهم على أرضهم.
وفي ظل هذه الجهود الشعبية الواسعة، يُستفَز الرأي العام الوطني بتنظيم فعاليات ثقافية بتمويل من جهات داعمة للاحتلال الإسرائيلي، وهو ما اعتبرته المبادرة الطلابية لمناهضة الاختراق الصهيوني محاولة لاختراق الوعي الوطني، في وقت تتزايد فيه الدعوات العالمية لمقاطعة الكيان الصهيوني. وأعلنت المبادرة رفضها القاطع لهذه الفعاليات، داعية إلى وقفة احتجاجية يوم الجمعة 21 شباط/فبراير، لمطالبة الجهات الرسمية بمنع أي نشاط يهدف إلى التطبيع الثقافي مع الاحتلال.
عبد الله مولود
نواكشوط –«القدس العربي»