تحكم الإعلام مقتضيات قانونية و أخلاقية صارمة شأنه في ذلك شأن جميع ميادين الحياة.
و تنص جميع القوانين و النظم على مبدأ حرية الصحافة و الإعلام و على ضرورة أن يعكس الإعلام التعددية في المجتمع و أن يفتح القائمون عليه المجال لجميع الآراء و الاتجاهات السياسية و الفكرية و الثقافية التي تعكس تنوع المجتمع و تشعب اتجاهات الرأي و الفكر.
كما أن مبدأ الحرية الممنوحة للصحافة يقتضي إزالة جميع العراقيل و العقبات أمام الصحفيين لأداء عملهم و تمكينهم من القيام بمهمتهم في ظروف مقبولة تكفل لهم كرامتهم و تمكنهم من إيصال الرأي و الرأي الآخر إلى الرأي العام الذي هو المستهدف الأساسي و الأخير من العملية الإعلامية.
كما تنص الاحكام الصريحة في القانون على أن المبادئ الكلية للدين الاسلامي و الحوزة الترابية و الوحدة الوطنية و اللحمة الاجتماعية و كرامة الأفراد و حرمة اعراضهم و ممتلكاتهم خطوط حمراء لا يجوز المساس بها، و تتضمن مدونات أخلاق المهنة الصحافية مثل هذه المبادئ و الأحكام في شكل قواعد مهنية يلتزم بها الصحفيون.
إن التطبيق الصارم للمبادئ المذكورة أعلاه و استحضارها في جميع الأوقات هو الوسيلة الوحيدة لتجاوز الثغرات و الحوادث التي تقع من حين لآخر و آخرها الحادثة التي وقعت مساء الجمعة في قناة شنقيط بين هذه الأخيرة و ممثل المرشح بيرام ولد الداه ولد اعبيد.
و دون أن ندخل في حيثيات و تفاصيل هذا الحادث الذي نعتبره عابرا نود أن نلفت انتباه الرأي العام إلى إن الطرفان و تحت إشراف السلطة العليا للصحافة و السمعيات البصرية قررا طي هذه الصفحة و إقفال هذا الباب نهائيا.
و فتح صفحة جديدة تكفل للصحافة أداء عملها في ظروف حسنة كما تكفل لها كرامة الصحفيين القائمين عليها، و تكفل كذلك للطرف الآخر الولوج إلى الإعلام تماما في نفس الظروف و وفق نفس المعايير المطبقة على باقي المرشحين.
نواكشوط بتاريخ 08 يونيو
2014
حمود ولد امحمد ، رئيس السلطة العليا