تحل اليوم اليوم الثلاثاء، الذكري الرابعة لإنطلاق ما يسمى الثورة الليبية في 17 فبراير/ شباط 2011 والتي أطاحت بنظام معمر القذافي، وسط أزمات أمنية وسياسية واقتصادية، تتصاعد في ظل عجز السلطات عن احتواء ما تمر به البلاد من تراجع على كل الأصعدة.
وتأتي الذكرى وسط مراسم احتفالية خافتة وربما تختفي في مدن كبرى، وسط المعارك والأزمات التي حولت وجهة الليبيين من النضال من أجل الحرية إلى الصراع للبقاء على قيد الحياة.
ففي بنغازي (شرق) مهد الثورة، وثاني أكبر مدن ليبيا، والتي أعلنت منها خطاب تحرير البلاد عام 2011 من نظام القذافي، لم تظهر أي ترتيبات حتي الآن أو مراسم للاحتفال في المدينة التي تستمر بها المعارك المسلحة التي انطلقت قبل أشهر.
أما في العاصمة طرابلس (شمال غرب) والتي تعاني من توترات أمنية كبيرة متمثلة بهجمات مسلحة وتفجيرات تبني معظمها تنظيم الدولة “داعش” فيبدو الاستعداد للاحتفال بذكري الثورة الرابعة يجري علي استحياء.
وبعد 4 سنوات قد مرت علي ثورة ليبيا والتي أطاحت في عام 2011 بنظام شمولي علي رأسه العقيد الراحل معمر القذافي الذي حكم البلاد 42 عاماً قد وجد الليبيون أنفسهم اليوم يصارعون للبقاء علي قيد الحياة فقط بعد أن كانوا يناضلون من أجل الحرية.
أزمة سياسية
فسياسياً تعاني ليبيا أزمة حادة بين تيار محسوب على الليبراليين وآخر محسوب على الإسلاميين زادت حدته مؤخراً ما أفرز جناحين للسلطة في البلاد لكل منهما مؤسساته الأول: البرلمان المنعقد في مدينة طبرق (شرق) والذي تم حله مؤخرا من قبل المحكمة العليا وحكومة عبد الله الثني المنبثقة عنه.
أما الجناح الثاني للسلطة فيضم المؤتمر الوطني العام (البرلمان السابق الذي استأنف عقد جلساته مؤخرا) ومعه رئيس حكومته عمر الحاسي ورئيس أركان جيشه جاد الله العبيدي (الذي أقاله مجلس النواب).
أزمة أمنية
وتتمثل الأزمة الأمنية في البلاد بتصارع أجسام أمنية تابعة لكل من الأطراف السياسية ما انتجع معارك طاحنة لاسيما في المدن الرئيسية طرابلس غرب وبنغازي شرقي البلاد الأمر الذي أسفر عن رحيل جميع البعثات الدبلوماسية لكل الدول ناهيك عن نزوح آلاف الليبيين في الداخل والخارج وتدمير مرفقات حكومية أهمها منشآت للنفط.
والتطور اللافت في الوضع الأمني في ليبيا هو ظهور جماعات مسلحة تقول أنها فروع لتنظيم الدولة “داعش” لـ”ولاية برقة “و”ولاية طرابلس″ و”ولاية فزان” في إشارة لشرق وغرب وجنوب البلاد.
هذا التنظيم الذي أعلن عن نفسه من خلال العديد من العمليات الإرهابية هناك كان أخرها ذبح 21 مصرياً قبطياً كان قد اختطفهم في سرت خلال وقت سابق قد عجل فيما يبدو بالتدخل العسكري الدولي في البلاد وذلك بعد شن طائرات مصرية لضربات علي مواقع له في درنة وتصريحات غربية وعربية أخري تفيد بضرورة عقد تحالف لمواجهة التطرف في ليبيا.
أزمة اقتصادية
وعن النفط الذي يعتبر المصدر الرئيسي للدخل القومي الليبي فإن تراجع إنتاجه وتصديره هو ما خلف الأزمة الاقتصادية في البلاد والتي تصاعدت إلي حد إلا تكون للبلاد ميزانية عامة للدولة للإنفاق للعام الحالي 2015.
ولم يتوقف الوضع عند ذلك فحسب فنتيجة نضوب موارد الإنفاق في ليبيا فإن معظم المستشفيات الحكومية خاصة في الشرق الليبي قد أعلنت منذ فترة نفاذ الأدوية ومواد التشغيل من مخازنها.
وأكد ذلك وزير الصحة بالحكومة المنبثقة عن البرلمان في طبرق رضا العوكلي، الذي أشار إلى أن بلاده “علي شفا أزمة إنسانية كبيرة”.
والعجز في قطاع الصحة يقابله عجز أخر في باقي سبل الحياة، فذكرى الثورة التي انطلقت في 17 فبراير / شباط 2011 تحل اليوم وسط انقطاع الكهرباء علي معظم المدن الليبية ناهيك عن شح الوقود وتردي الاتصالات الهاتفية والانترنت إضافة لانقطاع غاز الطهي منذ زمن.
ووسط تلك الأزمات السياسية والأمنية والاقتصادية الحادة في ليبيا يأمل الليبيون أن يسفر الحوار الليبي الذي ترعاه بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عن مخرجات تكفل لهم ولو نصف ما خرجوا من أجلة في حربهم ضد نظام القذافي.
القدس